الخميس، 3 أبريل 2008

المعتقلات


بسم الله الرحمن الرحيم
المعتقلات



"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع أجر المؤمنين" صدق الله العظيم

إن الصمود والإيمان هما الشرط الذاتي الذي يحقق الانتصار في التحقيق حيث تدور معركة بين المحقق والمجاهد والذي يصمد فيها حتى النهاية، والذي يمتلك إيمانا قويا هو الذي ينتصر.
وان عملية التحقيق هي مسرحية معدة بدراسة ومعرفة من جانب جهاز المخابرات و الأمن ،فإذا كان المناضل مدركا لأبعاد المسرحية واستطاع أن يدرك أن كل ألاعيب المحققين هي عملية تمثيلية ،استطاع أن يفلت من المحنة دون أن يحقق هدف المحقق وفوت علية فرصة بانتزاع المعلومات التي قد تفشل العمل الذي يناضل الأسير من اجله ،والتي قد تؤذى بأخوة آخرين له في محنة السجن والتعذيب .
ومعرفة المجاهد بأساليب التحقيق وبطبيعة الجهاز الأمني للعدو هو الشرط الموضوعي للتغلب علي العدو في حالة الوقوع في الأسر وتحت التعذيب لذلك علي المجاهد أن يعمق معر فتة بأساليب التحقيق وبطرق مواجهة المحقق .
إن ما دفعنا إلي كتابة هذه الدراسة ... هدفان نعتقد أنهما علي القدر من الأهمية بالنسبة للمجاهد :
أولهما : معرفي ... بغية إلقاء الضوء علي طبيعة وأساليب عمل الأجهزة القمعية الصهيونية والطرق الخبيثة التي يلجأون إليها للإيقاع بالمجاهد
ثانيهما : تعليمي ... بقصد تحذير المجاهد من هذه الأساليب ، وتقديم نصائح وإرشادات لما ينبغي عليه أن يقوم به لتجنب الوقوع في الشراك الخبيثة التي تنشئها هذه الأجهزة ،وكيفية التصرف في حال وقوعه في الأسر ، وهو أمر واقع الحصول .







أشكال الاعتقال:
للاعتقال أشكال عديدة على سبيل المثال عن طريق المعابر و الحواجز العسكرية والمقابلات و الاختطاف, ومن أهم هذه الأشكال :
1. مداهمة البيوت :
عادة ما تتم المداهمة في الثلث الأخير من الليل قبيل ساعة الفجر ، حيث تقوم قوة من الجيش أو الشرطة أو كليهما – وقد تضم سيارات عسكرية ومصفحة أو ناقلة للجنود ووحدة مخابرات بالذهاب إلى منزل المجاهد المراد اعتقاله وينزل الحشد من الجنود المدججين بالسلاح ويحاصرون بيت المجاهد ويوقظون أهل البيت ، ويلقون القبض عليه ويقيدونه ويضعون عصابة على عينيه ويقتادونه تحت الضرب و الركلات أمام أنظار أهله وجيرانه إلى السيارة العسكرية التي تنقله إلى السجن ويقصد من وراء هذا الأسلوب الإرهابي في الاعتقال غرس الخوف والرعب في نفس المجاهد قبل مثوله أمام التحقيق, وأسلوب ترويع الأسرة و الجيران يهدف إلى خلق جو من الرعب حول المجاهد ليوحي له إنه مطلوب بسبب أعمال خطيرة ، إنه شخص خطر لذلك تطلب اعتقاله إجراءات غير عادية من السيارات و الجنود وكل هذه الإجراءات متعمدة مقصودة كمرحلة تمهيدية للتحقيق وتهدف إلى وضع المجاهد في حالة من الضعف و الخوف وإظهار القوة و الجبروت الذي يتمتع به العدو والذي يعرف كل شيء ويملك كل شئ .
2. الاعتقال الإداري :
يعتبر من أكثر الأساليب خرقاً لحقوق الإنسان ، حيث يحول المعتقل إدارياً بدون تهمة أو محاكمة بموجب أمر وزير الدفاع الإسرائيلي وفي حالة سكان إسرائيل و القدس أو بموجب قرار من القائد العسكري التابع الجيش الإسرائيلي في سكان الأراضي المحتلة و لا يسمح للمعتقلين أو محاميهم عادة بالإطلاع على أية تفاصيل عن أسباب الاعتقال .
وقد وضعت قوانين الاعتقال الإداري في ظاهر الأمر كإجراء استثنائي لاحتجاز الأشخاص الذين يشك جهاز المخابرات الإسرائيلي أن لهم علاقة مع المنظمات الفلسطينية وتخفيفاً من الإجراءات التي كانت متبعة في عملية الاعتقال فإنه أتيح لضابط المخابرات المسئول عن منطقة سكن المنوي اعتقاله أن يصدر أمر بهذا الاعتقال دون عودة إلى رؤسائه واستناداً إلى تقريره الشخصي مما يدفع بالأهواء الشخصية لهذا الضابط لإجراء اعتقاله ،؟ على الرغم أنه يحق للمعتقل الإداري اللجوء للاستئناف أمام محكمة عسكرية خاصة ، غير أن سرية المواد التي تعتبر أساس للاعتقال تجعل هذه المحكمة صورية ، بالرغم من أن مدة الاعتقال الإداري يجب أن تقتصر على مدة ستة شهور ، إلا خلافاً للعادة يجري التجديد تلقائياً للأسرى بل هناك بعض الحالات تم التجديد لها بعد الصدور أمر الإفراج بحقها من المحكمة المختصة مثل " أحمد قطامش" .
وعدد الأسرى المحكومين بالسجن الإداري يبلغ 1800 أي نسبة 24.8% من مجموع الأسرى ( 1 ).
التحويل لمراكز التوقيف و التأهيل للتحقيق :
المعتقلات و السجون المركزية:
بعد عملية الاعتقال يتم نقل المعتقل إلى مراكز توقيف مثل معتقل حوارة ، معتقل عوفر ، معتقل حاجز ايرز, قد يكون هناك تحقيق ميداني أو نقله مباشرةً إلى مراكز التحقيق, وتتوزع مراكز التحقيق في داخل كيان العدو إلى أربع مراكز رئيسية في الجنوب بيت لحم و الخليل وغزة (عسقلان), و القدس ورام الله (المسكوبية), و نابلس قلقيلية (بتيح تكفا), وطولكرم وجنين (الجلمة), ومن هذه المراكز قد يتم نقل المعتقل لإرهابه وتخويفه في السجن السري في الجلمة أو غرفة صغيرة في مركز بعكا لعزله عن العالم الخارجي أكثر تصل من أسبوع إلى عشرة أيام فقد تطول وقد تقصر مدة عزل المعتقل عن بقية المعتقلين .
غرفة الأمانات :قبل إدخال المعتقل إلى أقبية التحقيق يدخل إلى غرفة الأمانات يسلم كل ما لديه من ممتلكات لموظف الأمانات حيث يقوم الأخير بتسجيل هذه الأغراض و الطلب منك التوقيع على ورقة الأمانات .حيث يجب عدم التوقيع على أي ورقة نظراً لألاعيب المخابرات لإدانة المعتقل
الزنازين :
وهي عبارة عن غرف صغيرة للتحقيق ويتباين حجمها من حيث السعة بحيث تتسع لشخص واحد أو اثنين أو أحياناً تسمى زنازين جماعية تتسع لعشرة أشخاص ( غرفة 4 * 4م ) ، وتكون هذه الزنازين مغلقة بإحكام وتزود بفتحة للتهوية أعلى السقف بالإضافة إلى نافذة حديدية ما بين الزنزانة و الأخرى لأغراض سنتناولها خلال الدراسة .
باحة التحقيق :
وهي عبارة عن ممر كبير كصالة بين غرف المحققين ويوضع فيها الأخ المعتقل في انتظار استدعائه لرجل المخابرات ويكون معصوب العينين بنظارة مغلقة ومقيد اليدين إلى الخلف ويجلس على كرسي يلصق به اسم المعتقل وبعض المعلومات التي تخدم التحقيق حتى لا يعرف أحد حوله بأي شئ عنه .
الخدمات المعاونة :
وهم مجموعة من العاملين المساندين لرجال المخابرات ويتمثل دورهم في تنفيذ ما يطلب منهم خدمة لعملية التحقيق ويقومون بتقديم الطعام للمعتقلين أو إنزالهم لقضاء حاجاتهم بحسب التعليمات التي يقررها رجل المخابرات وهم من الشرطة .
غرف العار ( العصافير ) :
وهو مصطلح يطلق على الغرف التي يقطنها العملاء الذين ارتضوا حياة الذل و المهانة و أصروا على خدمة أسيادهم من خلال وجودهم في السجن ، و العصفور إما أن يكون معتقلاً يقضي فترة محكوميته ، بعد أن قام بأعمال استوجبت حبسه ثم سقط خلال عملية التحقيق ، وهذه الأعمال أما تكون أمنية وإما أن تكون جنائية ، إما أن يكون عميلاً يؤتى به من خارج المعتقل بعد أن كان قد أٌعد جيداً لممارسة هذا الأداء .
مدة التحقيق : المدة القانونية للتحقيق لا تتجاوز 90 يوم
لا يمكن الجزم بمدة محددة لعملية التحقيق حيث يعود هذا الأمر لنوع القضية ومدى خطورتها وسير عملية التحقيق وطبيعة الأخ المجاهد وصلابته وقدرته على التأثير في اختصار مدة التحقيق ، إلا أن التجارب تشير إلى أن مدة التحقيق تتراوح في المتوسط ما بين 18 – 45 يوماً غلا أن مدة التحقيق الفعلية تكون في الأيام الأولى لعملية الاعتقال.
ضابط النيابة :ويرسل عادة إذا ما تم اعتراف الأخ المعتقل لتدوين اعترافه وأخذ توقيعه وأخذ البصمات ويمثل شاهداً على المعتقل عند المحاكمة .
حاكم التمديد :وهو قاض عسكري يؤتى به لمواجهة المتهم بالتهم المنسوبة إليه عند اعترافه أو إذا بلغت مدة اعتقاله دون اعترافات ثمانية عشر يوماً ، يعتبر شاهداً إضافيا إذا اعترف المتهم أمامه .
قانون تامير ( الشاهد ) :
وهو قانون الشاهد الذي وضعه رئيس محكمة العدل العليا الإسرائيلية ( تامير ) في العام 1982م ويحكم بموجبه المتهم بمجرد اعتراف الآخرين عليه دون الحاجة لاعترافه شخصياً ، ننوه أن وجود هذا القانون ليس مبرراً للاعتراف لأن المخابرات يهمها تحقيق الانتصار على الأخ المجاهد و الحصول على المزيد من الاعترافات ، كما أن قانونيته أقل درجة من الاعتراف المباشر ، لذا اقتصار الأدلة على قانون تامير يتيح للمتهم ومحاميه أن يناور ويسقط الكثير من بنود الاتهام .
المردوان : ويقصد به القسم الذي يجمع عدداً من الغرف التي يعيش فيها السجناء ويرمز لكل قسم برمز ( أ, ب,ج...الخ)وقد اعتاد المعتقلون تسمية المردونات بأسماء الشهداء وبعض المدن الفلسطينية .

خدع التحقيق
* جهاز كشف الكذب :
وهو عبارة عن جهاز كهربائي يشبه جهاز تخطيط القلب الذي يستخدمه الأطباء ولكنه مختلف من حيث أن يعطي تسجيلاً للتغيرات في ضغط الدم و النبض و العرق ، تتم هذه التسجيلات على " بوليغراف " وتتكون من ملف طويل من الورق المشدود على سطح يتحرك بسرعة ثابتة ويعمل جهاز كشف الكذب على مبدأ ردة الفعل الطبيعية أو غير الطبيعية للسؤال الموجه للمتهم فمثلاً يبدأ رجل المخابرات بعد تهيئة المعتقل نفسياً وإقناعه بدقة الجهاز بسؤاله عن اسمه أو أي سؤال ليس له علاقة بالقضية ولا تحتاج الإجابة عليه إلى أي اضطراب فيجيب المعتقل بطمأنينة ويسمح له بالنظر إلى الجهاز لإقناعه بأن الجهاز أعطى إشارة خطية بصدق إجابته ويتم إجراء عدة تجارب أمام المعتقل ثم يبدأ المحقق بتوجيه أسئلة ذات علاقة بقضية المعتقل مما يحدث اضطراباً في التنفس أو الضغط الدم نتيجة الأسئلة وبذلك يبدأ الجهاز بإعطاء إشارات مضطربة يستغلها المحقق لإقناع المتهم بأنه كاذب وأن عليه قول الصدق لئلا يتعرض للتعذيب .
يمكن القول أن مقاومة هذا الجهاز تكمن في قدرتنا على المحافظة على الهدوء وعدم الانفعال و الخوف أو العمل على خلق حال من الاضطرابات الداخلية " الانفعال " وذلك لتضليل الجهاز من خلال شد الأعصاب أثناء الأسئلة العادية وعدم تمكين المخابرات من نجاح تجاربهم .
* التداعي اللفظي : وهو أسلوب علمي ذكي يعتمد على معلومات خاصة تتعلق بالمعتقل ولها ارتباط وثيق بعمله ويستخدمها المحقق "كطعم " للإيقاع بالمعتقل فمثلاً أن يكون المحقق متأكد بأن الاسم الحركي لهذا الأخ المجاهد " كذا " وبعد محاولات الاستجواب و التحقيق يفشل المحقق بالحصول على المعلومات فيطلق سراح المجاهد ليخرج وقبل أن يصل إلى باب السجن ينادي المحقق على المعتقل باسمه الحركي ، من الطبيعي أن يلتفت المجاهد خلفه لأنه نسي في غمرة فرحته بالإفراج عنه أن الذي ينادي عليه هو المحقق ، هذا التداعي اللفظي ينجح في كثير من الحالات التي يطلق فيها المخابرات بعض المعلومات ليوحي للمعتقل إنه يعرف كل شئ .
* المواجهة بين المعتقلين: تتنوع أساليب مواجهة الأخ المعتقل باعترافات آخرين من نفس مجموعته ، يلجأ رجل المخابرات إلى هذا النوع من المصائد للتأثير على معنويات ونفسية الأخ المجاهد وإقناعه بأن إخوانه قد اعترفوا
عليه ومن صور المواجهة ما يلي :-
- الدبلجه: ذلك بأن يتم إحضار احد المعتقلين ويبدأ المحقق بسؤاله عن أمور يكون جوابها نعم ويقوم بتسجيل صوته ثم يسأل عن بعض نشاطات معتقل آخر ويكون السؤال هل عمل فلان كذا ؟ لتتم الدبلجة وتصبح الصيغة المقدمة للأخ المعتقل ( هل عمل فلان كذا ؟ الجواب المدبلج نعم وهل كنت معه أو رأيته نعم … وهكذا ,
إحضار المعتقل أمام زميله في نفس القضية بعد التأكيد على أحدهما بعدم الحديث أو إخفائه في خزانة أو تحت الطاولة فيدخل المعتقل الآخر ويسأله المحقق هل تحدثت بكل شئ فيجيب الأخ المجاهد نعم ( وقد لا يكون معترفاً بشيء ) ثم يسأله هل لديك شئ آخر تحب أن تضيفه بشأن زميلك فلان ( المعتقل الآخر) فيجيب " لا" فيخرجه المحقق ليبدأ من الضغط محاولاً إقناعه أن زميله قد اعترف على كل شئ .
عمل سيناريو اعتراف وهمي بالاشتراك مع طاقم المحققين و الشرطة و الحرس وبعض العملاء وذلك بإشعار المجاهد أن زميله قد نقل لسجن آخر عن طريق العملاء الذين يعملون في توزيع الطعام أو عبر المحقق نفسه أو السجانين ( دون إشعار المجاهد بأن التسريب لهذه المعلومة مقصودة ومرتب ) وبعد بضعة أيام يتم تسريب خبر للمجاهد عن طرق عميل بهيئة معتقل حيث يقول العميل للمجاهد بعد أن يتعرف عليه – أه أنت فلان ! لقد رأيت زميلك في سجن "كذا " – ويسمي السجن الذي نقل إليه زميله – هو بيسلم عليك ويطلب منك مسامحته لأنه وقع في شرك العصافير ونادم جداً لأنه اعترف على كل شئ ، بعدها يقوم المحقق بإحضار المجاهد ويقول له " لقد انتهى كل شئ ، صاحبك وقع عند العصافير ، هو الآن يكتب اعترافه وسنريك إياه بشرط ألا تتكلم ويجعلوه ينظر إلى زميله وهو يجلس على الطاولة ويكتب و أمامه فنجان قهوة ( طبعاً بترتيب مسبق يطلب المجاهد الآخر كتابة أمور عادية دون علم بما يحدث ) ، ثم تعصب أعين المجاهد الأول ويجلس في مكان ويؤخذ المجاهد الثاني بجوار زميله دون أن يراه ويسأله المحقق هل كتبت كل شئ؟ فيقول نعم ويسأل هل بقي شئ لم تذكره فيقول لا ثم يسأله عن زميله هل كتبت كل شئ عنه فيقول نعم فيقولون له ( الله يعطيك العافية اذهب و ارتاح ) وتبدأ رحلة الضغط و التعذيب للمجاهد الآخر ، ونؤكد هنا على الأخ أن يقف أمام مصائد الدبلجة أو اللقاء المباشر بثبات وذلك بتوضيح أقواله ومقاصده و الخروج عن النص المرسوم له من رجل المخابرات فمثلاً يقوم بإنكار العلاقة بينه وبين المعتقل الآخر أو أن يوجه زميله المعتقل عبارات توبيخ " حرام عليك أنت تريد أن تورطني … اتق الله أنا لم أفعل شيئاً كما تقول " أو يرفض ابتداءً عرض اللقاء المباشر من المخابرات إذا كان لا يثق بقدرة زميله على الصمود ويقول للمخابرات أن هذا الإنسان ضعيف وهو مستعد لأن يتحدث كذباً حتى يخفف عن نفسه أنا واثق إني لم أفعل شيئاً .
- شرك اللقاء المباشر: بحيث يلجأ رجل المخابرات إلى جمعك مع زميلك في نفس القضية في غرفة التحقيق ، ثم ينسحب من الغرفة تحت ذريعة أنه سيحضر شئ ليتركك وحدك مع زميلك بهدف إتاحة المجال للحديث عن القضية أو بعض المعلومات التي قد يندفع المعتقل لتوجه النصائح لزميله بألا يتحدث عنها ليقع في هذا الشرك فرجل المخابرات ليس بالسذاجة لأن يتركك وحدك دون أن يترك جهاز للتنصت أو التسجيل أو أن يكون أحد المحققين مختبئا في الخزانة أو تحت المكتب ، ليأخذ هذا الشرك عدة صور منها :
- الاجتماع في زنزانة واحدة مزودة بأجهزة تنصت أو عميل على هيئة معتقل .
- ترحيل أبناء القضية الواحدة وخلال الطريق يتم التظاهر بعطل في السيارة التي تنقلهم إلى سجن آخر وتبدأ الشرطة التظاهر بإصلاح العطل بإتاحة الفرصة للمعتقلين بالحديث بعد غرس جهاز أو وجود عميل معتقل معهما .
-وضع كل معتقل في زنزانة مجاورة للزنزانة التي يقبع بها زميله وبينهما نافذة حديدية يمكن الحديث من خلالها بعد فترة من التحقيق ، بحيث يكون الأخ المجاهد في شوق لمعرفة ما تحدث عنه زميله مما يدفعه للحديث عن القضية بحيث يتسمع رجل المخابرات أو الحرس للحديث الدائر بينهما أو عبر أجهزة التنصت المزروعة في الغرفة إزاء ذلك ننصح بأن لايتم الحديث عن القضية أو أي من المعلومات وليكن الحديث عن الثبات والإيحاء بأن المخابرات الإسرائيلية ظالمة و أنها تحاول تلفيق التهم الباطلة وبعض الإشارات المطمئنة بأنه ليس لديك شئ .
*التهديد بإحضار الأخت أو الزوجة :
قد تلجأ المخابرات أحيانا إلى الضغط على المعتقل من خلال إحضار الأخت أو الزوجة و التهديد باللمس بها إذا لم يعترف المعتقل والجدير ذكره أن المخابرات تعمد إلى خدعة المعتقل أثناء تواجده في الزنازين أو خلال جلوسه في صالة إلى إصدار أصوات نساء توحي بأن المخابرات بدأت فعلاً بممارسة انتهاك عرض أخت المعتقل أو زوجته مما يدفع البعض إلى الوقوع في حبائل هذا المخطط ، هنا ينبغي استحضار الثقة بقدر الله وأنك لا تستطيع أن تمنع شيئاً كتبه الله عليك ولن يمثل اعترافك ضماناً لعدم المساس بشرفك وعرضك مع الإشارة بان المخابرات حريصة على ألا تتجاوز في هذا الموضوع فهي لازلت تتظاهر أمام العالم إنها دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان .
*التبصيم :
ويلجأ رجل المخابرات إلى خدعة التبصيم حيث يطلب من المعتقل التوقيع و التبصيم على أقواله مقنعاً إياه إنه انتهى من التحقيق وسيفرج عنه لأن إجراءات التبصيم هو إجراء إداري لإنهاء التحقيق فإذا قام الأخ بالتبصيم واجهه بأنه وقع أو بصم على اعترافات كبيرة جداً ويبدأ يلوح له بأنه وقع فريسة سهلة لحيل المخابرات وانه سيسجن وسيحكم عليه بموجب هذه الاعترافات مدة طويلة قد تصل إلى مدى الحياة في محاولة لعقد صفقة بتمزيق هذه الورقة التي تحتوي على بصمات الأخ المعتقل مقابل اعترافه بما عليه فقط وهنا يقع المجاهد فريسة لهذه المصيدة على الرغم من أن مجرد توقيعه أو تبصيمه على أي اعتراف لا يكفي لإدانته بل لابد من اعترافه أمام النيابة وتسجيل ذلك بخط يده أمام قاضي التمديد .
*جهاز الهاتف الخلوي :
عند عملية الاعتقال يتم مصادرة جهاز الهاتف الخلوي الخاص بالمجاهد ، حيث يقوم رجل المخابرات بتسجيل أرقام التلفونات الموجودة في الشريحة و التحقق بشكل دقيق حول علاقته بأصحابها بعد أن يكونوا قد اجروا بعض المكالمات فور اعتقالك لمعرفة بعض الأسماء و مواجهتك بهم من خلال التحقيق ناهيك عن تسجيل بعض المكالمات التي قمت بها أو استقبلتها ووضعك في موقع ضعيف وأن رجل المخابرات يمتلك معلومات دقيقة عنك ، الوقاية من هذا الشرك تبدأ قبل الاعتقال بعدم تخزين الأرقام ذات العلاقة بعملك التنظيمي وفي حالة ضبط الهاتف الخلوي معك فلابد من استحضار للأخ المجاهد لرواية واضحة ومقنعة لطبيعة مع أصحاب هذه الأرقام .
أساليب التحقيق :
التحقيق و المحققون :
قد يكون في أحد المراكز التحقيق التابعة لإدارة الجيش الإسرائيلي مثل عوفر, إيرز, حوارة …الخ أو يكون في احد المراكز الرئيسية في السجون المركزية مثل عسقلان و المسكوبية الجلمة واقع التحقيق الزنازين ضيقة صغيرة مغلقة الإحكام جدرانها خشنة قد يتواجد الشخص بمفرده أو مع الآخرين و يوجد فتحات بين بعض الزنازين مزودة بسماعات عند المحققين قد يستخدم المحقق عدة طرق للضغط على الأخ المجاهد منها هذه الصور أو عدم السماح بالنوم ( أو الضرب أو وضع الأخ المجاهد بزنزانة انفرادية عدة أيام ) وقانوناً يسمح للمعتقل النوم 3 – 5 ساعات يومياً ويمكن تجاوز ذلك بإجراء التحقيق المتواصل 48 – 72 – 96 يسمح بها النوم ساعتين وعلى الأكثر لا تصل إلى 72 ساعة قد يستخدم الضرب بها أو التنخيز على أماكن جروح. إضافة إلى ذلك قد تمنع زيارة المحامي ويسمح أثناء التحقيق بعد انتهاء الفترة الحرجة بالتحقيق التي لا تتجاوز 15 – 25 يوم بلقاء مندوب الصليب الأحمر, وليس ضعفاً بأن يتأوه المعتقل من الضرب أو أن ينعس جراء ذلك ويمكن أن تنهز شخصية المجاهد من وهلة اللقاء الأولى مع مجموعة من ضباط المخابرات بأن يذوب الجليد من اللحظة الأولى وتجاوز هذه الجولة يعد انك تجاوزت 50% من موضوع التحقيق وهو أن رهبة المحققين قد انتزعت من نفسية الأخ المجاهد وقد تنهز شخصية المجاهد من جراء اعتراف أحد المجاهدين الذين يعتبرهم قدوة له وقد تتأثر نفسية المجاهد بسماع خبر استشهاد أحد المجاهدين, وقد يلجأ المحققون لعمل برنامج تحقيق متراكب بأن يتم التحقيق مع الأخ 9 ساعات يومياً بالأسبوع الأول و15 ساعة بالأسبوع الثاني و الأسبوع الثالث 24 – 72 متواصل فقط أن يرتاح ساعتين ليشعر بالنوم و الراحة من الضرب وكذلك بالأسبوع الرابع وخلال الساعات المتواجد بها في الزنازين يمكن لضباط المخابرات الاستعانة ببعض العملاء لمعرفة نفسية الأخ المجاهد وتخوفاته ومعرفة هذه النفسية قد تكون ايجابية إذا ثبت لهم العناد و الإرادة القوية ويمكن أن يكون سلبي إذا شعروا بالعكس هؤلاء العملاء من خلال حركات بسيطة .
التحقيق والمحققون
** الامتناع عن الكتابة الإفادة بداية التمرد و التحدي .
** كل المعلومات مهما صغرت أو بدت لك تافهة تكون هامة بالنسبة للمحقق .
**تذكر أن للتحقيق نهاية مهما طال ، وإنه سيصبح ذكريات فاجعله ينتهي دون اعترافات ودون استسلام .
** في أول لقاء يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات , تنبه : هذا لا يعني انه يعرف كل شئ ، لكنه يحاول أن يوحي بذلك من خلال التحقيق .إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي ، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك أنه يعرفك ومن أهدافه الحقيقية ، التعرف على شخصيتك لفهمها وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك إلى الطاعة و التعاون ، إنه لا يعرف إن كنت ستصمد أو تنهار ، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية ، لا تقدم له ما يفيده خططه .
** لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر ويعتبر التحقيق معك عملاً روتينيا وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته وانه يمل ويتعب بينما تمثل أنت القطب المقابل وقوتك ناتجة عن إيمانك ،كما انك مجاهد مأجور إن شاء الله من الرب المطلع على أحوالك في كل لحظة في الزنزانة وفي الساحة وفي مكاتب التحقيق ولذلك فأنت تنتظر أجره وحده ولا تنتظر أجرا من احد من البشر ، لهذا كن أقوى لأنك فعلاً أقوى .
** تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم إلا في النهاية التحقيق وحسمه يعتمد على صلابتك ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى إخوانك وعلى دعوتك وجهادك اثبت فأنت على ثغرة وحاذر أن يؤتى الجهاد من جهتك
** تذكر دائماً أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقاً ، ولا رؤوفاً بك ، فهو وحش وعدو ، لكنه قادر بحكم صلاحيته ، أن يبدل لونه وأسلوبه ، فلا تثق بوعوده وعهوده وإياك أن تصدقه وتسلم بكلامه ولو حلف لك الإيمان المغلظة
مبدأ هام : الأغبياء فقط يصدقون المحققين .
فشل ونجاح المحقق :
مبدأ هام : المحقق قابل للتضليل بسهولة .
** ولا تحزن أو تغير طريقتك إذا اكتشفوا أنك تكذب ولو وصفوك بالشيخ الكذاب أو الدجال أو غير ذلك فأنت لا يهمك احترامهم بل يهمك أن لا يؤتى الدين و الجهاد وإخوانك من قبلك وثق تماماً أنهم في قرارة أنفسهم يحترمون صمودك وثباتك ولو كذبت عليهم ويحتقرون من يفشي أسرار إخوانه ويسلمهم لهم ولو أظهروا له الاحترام و التكريم .
** إذا اجتزت التحقيق بسلام فإنك تزداد صلابة وقوة واحتراماً .
** إذا فشل المحقق في نقطة ما ، فهو يعود للتجربة مرة أخرى ودائماً يحاول المحاولة الأخيرة فاجعلها تفشل .
** إذا استبدلوا محققاً بعد فشله معك بمحقق آخر ، أي إذا استبدلوا موظفاً بموظف آخر ، فإن هذا يحصل بسبب نجاحك ، والمحقق الثاني سيبدأ ضعيفاً بسبب فشل المحقق الأول ، فضاعف صمودك لأن المحققين يتراجعون أمام مجاهد صلب لا يلين .
** وسائل المحقق تجربة ، أنت من يقرر فشلها أو نجاحها .
** عند فشل التحقيق مع احد المجاهدين الصامدين ، قد يدفع به إلى السجن ، مع موقوفين آخرين ، قد تتاح له الفرصة الاحتكاك مع مجاهدين آخرين ، بوجود بعض الجواسيس ، فربما يكشف خلال الحديث معهم بعض المعلومات السرية .
مجريات وأساليب التحقيق :
* المحقق يعمل دائماً وفق طريقة محددة منهج محدد ، ليس لديه مبادرات ذاتية ، ويحاول أن يظهر لك إنه عام نفس ليضمن تفوقه عليك ، بينما أنت حرفي اختيار وسائلك فافشل طرقه وتمرد وابق دائماً متفوقاً عليه .
** يقول المحقق لك أنه قادر على إطالة التحقيق كما يريد وهو كاذب بذلك ، لأن صلاحيته محدودة ، ليس حراً ليفعل ما يريد ، ويدعي أن رضاه عنك هو خير لك ، إنه يكذب وعندما تصدقه في أية مرحلة تقع في المصيدة .
** قد يفتح المحقق معك بعض المواضيع الهامشية ، يمكنه أن يستنتج منها بعض المعلومات التي يستخدمها ضدك وضد غيرك من المجاهدين دون أن تلاحظ أنت ، فلا تتحدث معه حتى لا تمنحه هذه الفرصة .
** وإذا رآك متشددا بأسرار بعض اللقاءات و الجلسات وربما حاول أن يسألك عن بعض الأسئلة التافهة في نظرك مثل نوع الطعام أو الشراب الذي شربتموه في الجلسة – شاي أو قهوة أو غيره – إياك أن تتساهل بهكذا معلومات وحاول تظليله حتى فيها لأنها إن كانت صحيحة فسيوقع بها غيرك ويلجئه للاعتراف بالمعلومات المهمة التي رفضت أنت أن تعترف بها وذلك بأن يوهمه انه يعرف كل شئ دار بتلك الجلسة حتى الشاي أو الينسون الذي شربتموه فيها أو الطعام الذي أكلتموه ، فربما ينطلي ذلك الكذب على الأخ وينهار ويعترف بما يريده المحقق ظاناً أن من سبقوه اعترفوا بكل شئ ولم يكتموا حتى نوع الشراب و الطعام .. الحقيقة إنه هو الذي وقع في المصيدة ,, فتنبه لهذه المصيدة وإياك أن تفرط بأية معلومة ولو كانت تافهة في نظرك فلا يوجد شئ تافه في التحقيق .
** المحقق يعود للمسائل التي يتجاوزها من حين لآخر ، ليوقعك في الخطأ و التناقض فكن حذراً .
** يجب ألا يخيفك أو يقلقك إحضار الأقارب واستعمالهم لضغط عليك خلال التحقيق، بل ربما يدعون أنهم اعتقلوا إخوانك بل زوجتك وأولادك وغير ذلك من أساليبهم القذرة فلا تكترث بذلك وتوكل على الله فلن يضيعك بل سيحفظك ويحفظ أهلك بحفظك لدينك وأسرار إخوانك وجهادك .
** يتبادل الأدوارفى التحقيق ، محققون شرسون وآخرون لطفاء عليك ألا تنخدع وألا تكترث بذلك ولا تتعامل مع أي منهم على أساس أنه لطيف معك ،فهم جميعاً مجرمون وهم في داخلهم جميعاً متشابهون وهدفهم واحد ، هو إسقاطك ولن يرضوا عنك أبداً حتى تبيع دينك وجهادك وتصير ذئباً لهم وسيحتقرونك بذلك حتى وهم راضون عنك
** يلجأ المحقق إلى تبسيط التهمة وتقليل شأن عواقب اعترافك ،وأنه سيساعدك ، ويدعي أن ما يقوم به ليس تحقيقي ولكنه مجرد دردشة أو عمل روتيني لإقفال الملف ، كن حذراً لأنه في ذلك يريد أن يصطادك فلا تصدقه .
** يحاول المحقق أن يجعلك تهتم بخلاصك الذاتي ، ويوهمك أن التحقيق هو نهاية المطاف وأن تعاونك هو خلاصك ، إنه ينصب لك مصيدة فكن حذراً .
** يلجأ المحقق إلى التشكيك بالجهاد و المجاهدين و الطعن بشيوخك وإخوانك و أهلك و أقاربك ، وزعزعة علاقتك مع إخوانك المجاهدين بكل وسائل التشكيك الممكنة ، فلا تسمح له ولا تصدقه إذا قال أن رفاقك هم الذين وشوا بك ، لتكن إجابتك أما الصمت أو الإصرار على عدم وجود علاقة لك بهذا التنظيم أو أولئك الأفراد ، أو امدح المجاهدين وأظهر الاحترام لهم ولدعوتهم وعقيدتهم وجهادهم دون الاعتراف بوجود علاقة لك معهم .
من وسائل المحقق الاستخفاف بالمجاهد قائلاً له " أنت لا شئ " ونحو ذلك من الإهانات والسباب الفاحش والبذئ الممتلئ به قاموسهم النتن ، فتحمل الإهانة لأن القصد منها استفزازه للاعتراف .
** لا يحترم المحققون أية عقيدة أو دين ولذلك يدسون عناصر في ثوب ديني أو محققين قد درسوا دراسات دينية لتشكيك المعتقلين بجواز ما يفعلون دينياً ،كما يهاجمون مسلكيات بعضهم لإثارة الفتنة و الخلافات بين المعتقلين .
** قد يضربك المحقق لأي سبب تافه ، أو إذا جلست أو وقفت والسبب الحقيقي للضرب يكون إحساسه بالفشل إحساسه إنك تخاف من الضرب ، فيحاول أن يجبرك على الطاعة و التعاون بالقوة .
وسائل المحقق :
** عزلك عن العالم وعن الآخرين ، الإيحاء لك أن التحقيق أبدي ، و التهديدات المختلفة و الأسئلة السريعة المتلاحقة و الشتائم و الضرب على أماكن حساسة و الشبح أي التعليق واقفاً و الوقوف عدة أيام وليالي ،وعدم النوم عدة أيام ، كل ذلك لخلق انفعالات لديك ،تؤدي إلى إرهاق الدماغ الذي يؤدي إلى إضعاف النشاط المخي الواعي و الإخلال بالتوازن الجسمانى ، إلى درجة تجعل الدماغ يتوقف تلقائياً عن النشاط و العمل للاستراحة ولو لعدة ثوان ، ويضعف الدماغ خلال هذه الاستراحة التي يحاول المحقق توصيله إليها ،لاستغلاها بالانقضاض على شخص منهك و الضغط عليه وابتزازه لأخذ المعلومات منه … لا تستسلم أبداً ولاتخف من هذه الحالة لأنها تزول ، ولا تتحدث خلالها مع المحقق ،بل اذكر الله اعتصم به وتذكر قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " ، تذكر إخوانك المجاهدين يهمهم صمودك ويعتمدون عليه .
** يستعمل المحقق أيضاً ، لغايات إرهاق الدماغ الأساليب العصبية مثل الضرب بشدة على رؤوس الأصابع اليدين و الشفاه والآذان و الأعضاء الجنسية وشد الشعر ، كما ينقل الضرب من مكان إلى آخر بشكل مستمر لإثارة جو من الإرهاب و التشكيك والإرهاق للدماغ و المؤثرات النفسية ، كل ذلك له نهاية تعتمد عل صمودك أنت فقط (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:104)
** تذكر إنه على المحقق في النهاية أن يقرر أما أن المعتقل برئ أو انه صامد مصمم على عدم قول أي شئ حتى بوجود أدلة و المواجهات ، أو إنه ضعيف خائن لرفاقه أنها الخيارات الثلاثة الوحيدة أمامه ، فلا تكن ثالثهما .

الصــمود و التــعذيب
** ثق دائماً بالله بأنك عبد من عبيده ما نقموا منك إلا نصرتك لدينه وإنه حافظك بحفظك لدينه ، تذكر قبل التفكير بمصيرك ، أن صمودك يثبت إخوانك المجاهدين في الداخل و الخارج ، ويجنبهم الاعتقال الذي يتعرضون له بسبب اعترافك ، تذكر من صمدوا قبلك ، من الصالحين و العلماء و الدعاة و المجاهدين فلست وحدك في هذه الطريق و تذكر أن الانهيار سيجعلك جباناً خائناً يحتقرك حتى أعداءك .
** إذا كنت مستعداً للقتال والشهادة بالرصاص في الشارع و الجبل من اجل دينك وكنت تبحث عن الشهادة في مظانها قبل الاعتقال ، فلم تسقط خلال التحقيق أوفي المعتقل فالشهادة بابها مفتوح هنا أو هناك ، وإذا كنت قد سلكت هذه الطريق وقد جعلت نصب عينيك أحدى الحسنيين النصر أو الشهادة فكيف تنهار تحت ضربات العصي غير القاتلة ، بل حتى ولو كانت قاتلة ! وإذا حصلت على شرف الاستشهاد وهو قليل الحصول في التحقيق فإن الاستشهاد كانت أمنيتك من قبل وسيجعل منك قدوة في الثبات لإخوانك .
** التحقيق هو المرحلة الوحيدة من الجهاد التي لا تكون فيها تحت الخطر إذا صمدت ، فخطر الضرب و التعذيب لا يقارن بالرصاص و القنابل و الصواريخ .
** التحقيق معركة ما يقرر نتائجها هو إرادة المقاتل التي تعتمد على شخصيته وإيمانه وثباته .. و الصلابة و الصمود و الثبات ينالهما من الله والاعتصام به تذكر وعده للمجاهدين المؤمنين في الدنيا و الآخرة ، التحلي بذلك بعينه على الثبات ويدفع المحقق إلى الإفلاس و الهزيمة .
** تذكر أن بين النصر و الهزيمة صبر ساعة ، تذكر قول القائل " يا أقدام الصبر احملي بقى القليل "
** التحدي مرة يقودك إلى استمرار التحدي و الانتصار ، هزيمة المحقق لا تكون إلا بالتمرد و التحدي فواجه أي هجمة منه بهما ، فتضعها وتحبطها .
** الضعفاء يفضلون أنفسهم على الجماعة وعلى إخوانهم ، ويتجنبون التحدي لضمان النجاة ن لكنهم لا ينجون بعد السقوط والاعتراف ، بل يحترقون ويحرقون غيرهم معهم .
إذا حدث وانهرت لأي سبب فارجع للتمرد مباشرة قبل أن يتحول الانهيار إلى سلسلة انهيارات وإلى كارثة عليك وعلى إخوانك .
** السقوط هو فقدان كل رصيدك الجهادي ، هو انتقالك إلى صف الأعداء ، مع دفع الثمن أيضاً لأنك ستدان وتحكم ويقال عنك " إنك حتى لو لم تكن عميلاً ، إلا أنك اعترفت واستعملت كالعملاء ، فأحبطت جهاد إخوانك واعتقلوا بسببك .
** إذا اعترفت سيعاقبونك وسيعاقب من تعترف عليهم ، وإذا صمدت يعذبونك مدة محدودة ، لا يعاقب أحد إذا لم تتوفر الإدانة .
** أن الصبر مسألة إرادية وليست جسدية ، نفاذ الصبر أيضاً مسألة إرادية .
** لا تقبل أن تشهد ضد آخرون ، فالاعتقال لا يلزمك بالشهادة على غيرك .
** حول أي مواجهة مع زميل معتقل ، إلى حافز للصمود والثبات لكما ، وإذا واجهوك بمعتقل معترف فأظهر له ثباتك شجعه بذلك على العودة إلى الثبات .
** تذكر أن التحقيق هو تكثيف لحالة صراع بين المجاهد صاحب العقيدة وتوحيد و دين ، وبين رجال التحقيق وهم موظفون لا دافع لعملهم إلا الراتب وإن وجد فهو الولاء الكفري الباطل للنظام الكافر ، تذكر أن الانتصار حتماً لصاحب الحق الأقوى عقائدياً ، وإنك أنت الأقوى عقائدياً فيجب أن تنتصر .
** التحقيق هو أحد جوانب وأشكال المعركة التي تدور رحاها في الشوارع و الجبال و السجون ، يجب أن تنتصر بها لأنها تعتمد على ثباتك وصلابتك وثقتك بمولاك .
** جهاز كشف الكذب خدعة ، يكمن تضليله بسهولة ، وذلك بتحريك القدمين أو الأكتاف مع أي إجابة تضليلية على أسئلة المحقق ، بالتفكير المستمر خلال الجلسة بأمور مزعجة تؤدي بك إلى الضيق و الحزن ، فلا يعود الجهاز قادرً على التميز بين قلقك وإجاباتك التضليلية .
أسباب التحقيق :
أولاً : الاشتباه بالمعتقل ويكون نتيجة الأمور التالية :
* علاقات مشبوه مع المشبوهين .
* تواجده في مكان حدث أمني .
* سفره إلى أماكن مشبوه لدى العدو .
* تردده على أماكن محروقة وتخضع للمراقبة الأمنية .
* الثرثرة
* إدلائه بتصريحات يعتبرها العدو مخلة بالأمن ومتجاوزة للقانون .
ثانياً : وجود أدلة واضحة وتكون نتيجة الأمور التالية :
* الضبط متلبس أثناء التنفيذ
* ضبط بعض الأدلة المادية معه أو في بيته أو سيارته أو في مكتبه .
* ضبط بعض الأدلة المادية التي تدل عليه في مكان حدث ما .
* ضبط بعض الوثائق التي تدينه سواء أثناء نقلها أو أثناء تخزينها .
* ضبط وثائق مزورة عنه .
* اعترافات أشخاص عليه من العاملين معه أو من الدائرة الأولى في حال كانوا يعرفون عنه بعض المعلومات .
* وجود شهود عليه من خارج العمل .
* اعترافات عناصر من تنظيمات حليفة عمل معها أو نسق معها .
* اعترافات أو وشايات من تنظيمات معادية أو أشخاص معاديين .
* التقاط صور له أثناء قيامه بعمل ما .
* نتيجة وجود اختراق أو عمالة في التنظيم .
* نتيجة المراقبة له أو الجواسيس عليه بوسائل فنية.
* دخول بصورة غير شرعية للبلد .
* الإهمال وإفشاء الأسرار .



مراحل التحقيق :
أولاً : مرحلة التعرف على المعتقل وجس نبضه :
وفي هذه الحالة يحاول المحقق جس نبض المجاهد ، ليتعرف على نقاط الضعف و القوة لديه ، ومعرفة ما يخيف المعتقل وما يخفيه وما يؤثر عليه من أساليب نفسية أو جسدية ، ويتعرف أيضاً على نقاط الضعف الجسدية عند المعتقل كالأمراض المزمنة و الكسور و العمليات الجراحية .
ولهذه المرحلة أهداف عدة منها :
* استكمال المعلومات الشخصية .
* التعرف على نفسية المعتقل وثغراته .
* التمهيد للجولات اللاحقة .
* معرفة الأسلوب المؤثر عليه ووضع خطة للتحقيق معه .
ثانياً : مرحلة الضغط المتصاعد :
يمكن تسميتها مرحلة المواجهة و يبدأ المحقق باستخدام أساليب الضغط على المجاهد لنزع الاعتراف بأحد الأمرين:
1. طرح الأدلة مباشرة وبهدوء.
ليفاجئك باسمك الحركي مثلاً ، أو الأعمال سرية قمت بها أو أسماء مجموعتك ويلاحظ التغيرات التي تظهر على وجهك ويحاول إقناعك بهدوء بإنهاء التحقيق في هذه المرحلة قبل أن يبدأ التحقيق الفعلي وأن عليك أن لا تخوض معركة خاسرة والا فأنت غبي ولا تعرف مصلحتك .
2.مواجهتك بالواقع الصعب الذي تعيشه :
فيبدأ بالتدرج في تكثيف جولات التعذيب وبشكل تصعيدي حتى يستنفذ صبرك ، ويشعرك أن هذه هي البداية وإنه يستطيع التصعيد في التعذيب وباستمرار وأنك لن تستطيع التحمل و أن المعركة طويلة ولا حدود لها .
ثالثاً : مرحلة قمة الضغط والعنف :
وفي هذه المرحلة يريد المحقق أن يزرع في نفس المعتقل انه لا خلاص من هذا الضغط إلا بالاعتراف و الاعتراف فقط ، وأن العذاب في تزايد ما لم يعترف المعتقل .
رابعاً : مرحلة اللجوء للوقت :
وفي هذه المرحلة يوضع المجاهد في زنزانة انفرادية ويتم إشعاره أن هذا الوضع لا نهاية له ولن يتخلص منه إلا بالاعتراف ، وقد يتم إراحة المعتقل من التعذيب قليلاً في حال شعر المحقق أن المعتقل وصل لمرحلة البلادة أي أن التعذيب أصبح لا يعني له شئ ولا يهمه ، أوسّبب تدهور حالة المعتقل الصحية .
خامساً : مرحلة العودة للعنف :
وهى العودة إلى أساليب العنف ، وذلك لإشعار المعتقل أن المحقق يتمتع بطول نفس وإنه سيواصل معه الضغط حتى ينزع منه الاعتراف ، وأنه لا يزال أمام المجاهد فترة طويلة لا يعرف حدودها من التعذيب والضغط ،وإنه لا خلاص إلا بالاعتراف وان الصبر لن يكون مجدياً لأنه لا حدود لهذا الوضع .
ولكن على الأخ المجاهد أن التحقيق له فترة وحتماً ستنتهي وأن" النصر صبر " فيجب أن يتحلى بالصبر والصمود لكى يكسر شوكة المحقق وأعوانه .



أساليب التعذيب :
أولاً : أسلوب التعذيب الجسدي :
القصد من استخدام أسلوب التعذيب الجسدي ، هو التسبب بالألم الشديد لدى المجاهد ،وإرهاق جهازه العصبي ونفسيته إلى أقصى حد بحيث يضطر للانهيار و الاعتراف و يستخدم المحقق هذا الأسلوب الضرب على المعدة ضربات سريعة وقوية ، ضرب على الوجه مما يحدث انتفاخاً وتورماً في العينين و الضرب على المفاصل و العظام لإحداث ألم شديد أو الضرب على مؤخرة الرأس لإحداث الإنهاك في الجهاز العصبي ، و الضرب بالعصي الكهربائية التي تفرغ شحنات كهربائية في الجسم مسببة لسعات قوية ، مولدة ارتجاجاً شديداً في الجسد واستخدام " الفلقة " للضرب على باطن القدم وإطفاء السجائر في الجسم مما يحدث حروقاً بالغة وتحميل المجاهد كرسياً على يديه لفترات طويلة ، ووضعه تحتد دوش الماء البارد لساعات ، ثم تعريضه لمروحة هواء سريعة ، تجعل الهواء بارداً مما يؤدي إلى الارتجاف الحاد وارتفاع نبض القلب ، وصعوبة التنفس و التنقل من مكان بارد إلى مكان ساخن و الوقوف على القدمين فترات طويلة ، مما ينهك الأعصاب ويجعل الأقدام تنتفخ وتتورم والشبح " التعليق " على الباب والضغط على الخصيتين بشدة مما يحدث قدراً كبيراً من الألم .
إن المحقق عندما يستخدم هذه الممارسات ، لا يستخدمها مرة واحدة ولا يستخدمها بالترتيب ولكنه يستخدم بعضها بشكل تجريبي محاولاً العثور على نقاط الضعف عند المجاهد ولمعرفة أثرها عليه فإذا تأكد أنها لا تسبب أثراً عظيماً ، ولم يعثر على نقاط الضعف يعمد إلى تجربة ممارسات أخرى مصحوبة بحملة نفسية ، كتهديد المجاهد سيصاب بالعجز أو الشلل أو العقم ، أوانه سيموت بسبب التعذيب وهكذا يتعرض المجاهد لامتحان شديد للنفس لحظة التحقيق ، لكن المحقق لا يهدف إلى قتل المجاهد ، بل إن هدفه هو الحصول على المعلومات وهو يلجأ للتعذيب الجسدي ، إنما بقصد وضع المجاهد في حالة من الإرهاق والإنهاك لدفعه عبر الحيل النفسية للتفكير بحياته, وإنقاذ نفسه من العجز أو الموت ، لذلك على المجاهد أن لا يكون هدفه المحافظة على حياته أو يضع في تفكيره الانهيار والإدلاء بالمعلومات المطلوبة منه ، إنما أن تكون مرضاة الله هي هدفه ، مما يمكنه من تحمل الألم و العذاب و القدرة على الصمود .
إن الإيمان الراسخ في القلب يولد في النفس طاقة هائلة ، وإرادة صلبة لا تكسرها أساليب التعذيب ، وإن قانون الألم يقول( إن الضربات كلما زادت على الجسد يصبح أقل شعوراً بالألم ويتخدر ) والألم هو شعور داخلي يشعر الإنسان ذاته بأن الجسد يتعرض إلى الأذى إذ تنقل موجات عصبية عن طبيعة الألم إلى الجهاز العصبية المركزي ، النخاع الشوكي و الدماغ ليأخذ بدوره عبر ردات الفعل العفوية أو الإرادية موقفاً ما ومعظم الألياف العصبية المتخصصة بالألم منتشرة تحت الجلد وحول الأعضاء في الجسم والألم له صفات عديدة ويختلف من إنسان إلى آخر نسبياً ، يزداد الشعور بالألم أو يقل حسب الوضعية النفسية التي يكون فيها الأسير ،و تلعب الحواس و المخيلة و التجارب السابقة دوراً في هذا الصدد ، ويتحمل الإنسان الألم إلى حد معين ثم يحصل الإغماء وهو نوع من الدفاع الذاتي عن الإنسان يحمي به نفسه تلقائياً .
ثانياً : أسلوب التشكيك :
يقوم أسلوب التشكيك على حيلة نفسية تعتمد على المعلومات موجهة مثل الحكايات و الأمثال الشعبية و المقدمات الخاطئة التي سيستخدمها المحقق من أجل تشكيك المجاهد بعقيدته وتاريخه وانتمائه وقضيته وحركته وإخوانه المجاهدين ، ليجره إلى هاوية الانهيار و الاعتراف .
وقد يبدأ بتضخيم اليهود وكيف إنهم شعب الله المختار ، وأن الله فضلهم على العالمين كما يؤكد القرآن ، وان الله مع اليهود وينصرهم ويؤيدهم وان جذور عقيدتهم تقوم على الميثالوجية الدينية ، و المحرقة " الهولوكوست " و الخروج " الايكسودوس " و الشتات "اليسابورا " و البطولة و الوجود التاريخي لليهود في فلسطين أرض الميعاد وان الأنبياء كلهم من نسل اليهود ، وان المسلمين متزمتون ومتعصبون يريدون في عصر الذرة إعادة عصر العبيد ،وإن اليهود أقوياء ، يتحكمون بالعالم ، وان جميع الزعماء والقادة و الحكام عملاء لهم ، وان ( اسرايئل) عبر تقدمها الحضاري و التكنولوجي أصبحت تتحدى العالم وأن العرب لا يملكون أي قوة وان اليهود هزموا جميع الجيوش العربية في ساعات قليلة فإذا كانت الجيوش الغرب جميعاً لم تهزم ( اسرائيل ) هل تستطيع مئات من المجاهدين أن يؤثروا فيها بشئ ، وان هؤلاء المجاهدين مساكين يظنون أنهم يلحقون الأذى باسرايئل ، هم في الحقيقة لا يلحقون الأذى إلا بأنفسهم وأهليهم وذويهم ومستقبلهم ولا مبرر لهذه التضحيات التي لاتخدم الشعب بل تخدم القادة الذين يتاجرون بدمائهم وبحياتهم وهم يعيشون بأمان في الخارج وان اسرائيل ترغب بالسلام مع الجميع وان ذراع جهاز المخابرات طويلة تصل إلى كل مكان إنهم يعرفون عنه كل شئ وكانت التقارير تصلنا باستمرار فقط نحن أمهلناكم وانتظرنا حتى اعتقالكم جميعاً ، من الكبير حتى الصغير ، لم يفلت من قبضتنا احد فلا فائدة من الإنكار وعليك أن تعترف كباقي زملائك الذين اعترفوا ، انتهى التحقيق معهم وسواء اعترفت أم لا ، فنحن لا نريد اعترافك ، المعلومات التي لدينا تحكم بالسجن المؤبد لذلك عليك أن تفكر ساعدنا ونحن نساعدك ، مائة أم تبكي ولا أمي تبكي ، الدجاجة إن حفرت على رأسها عقرت وأنا أقدم لك واقعة يوم : 6 / 10 كنتم متواجدين في المنطقة الصناعية ، نفذتم العملية ، كان معكم رشاش كلاشنكوف ، نحن لم نكن ولكننا نعرف كل شئ و الآن تعال لترى المجاهدين وهنا يتم اصطناع مسرحية بحيث يتم وضع مجاهد أو اثنين في وضع مريح ، وهم يشربون الشاي وأمامهم أطباق من الفواكه وتجالسهم مجندة ، ويتندر معهم ضابط آخر مجموعة نكات لكي يضحكهم ، ويفتح المحقق فتحة صغيرة لكي يشاهد المجاهد هذه الوضعية وربما يكون هناك أخ تساقط أو اعترف يحضره ضابط المخابرات ويسـأله "اسمك " " هل اعترفت " " نعم " " أي تنظيم " أو يحضر عميلاً مدرباً ويدخل في رأسه كيساً لكي يقوم بهذا الدور .
إن المحقق يستجمع كل طاقاته ويقدم كل أوراقه لكي يشكك المجاهد بنفسه وبدينه بإخوانه ، لكي يفقده الثقة في كل شئ ، لكي يخدعه عبر ألاعيبه بأن أخوته اعترفوا وان المخابرات تعرف كل شئ عنه وانه وقع عليه أن ينقذ نفسه انه يضخم العدو ويهمش المجاهدين ويشكك بهم ويضع للمجاهد في سلم الأولويات مصالحه الذاتية ويحاول دفعه للتفكير بها ويحاول أن يصرفه عن التفكير بالمثل العليا و المصلحة العامة مؤكداً أنها مجرد سراب .
على المجاهد ألا ينخدع بهذا الأسلوب .. الذي تشترك طاقة المحقق وعقله ونظرته وتقلصات وجهه وجديته وحركة يديه ، لكي يوجد حالة تأثير نفسي ، وحالة سيطرة على المجاهد يمرر من خلالها كل ما يريد أن يوحيه إلى المجاهد لكي يسقط في فخ الاعتراف ، بعض المناضلين خدعوا بهذا الأسلوب ، وصدموا عندما شاهدوا قادتهم في أوضاع مريحة يحتسون القهوة بحضور مجندة ويضحكون فانهاروا واعترفوا بكل شئ المجاهد كيس فطن لا يخدع لأنه يدرك أن التخيلات التي يحاول أن يمررها ضابط المخابرات أمام أعين المجاهد هي تخيلات خادعة وكاذبة وان كان لها مظهر منطقي .
المجاهد الذي تبدأ الشهادتان عنده بحرف لا عليه أن يتعود الرفض ، يرفض الهيمنة و السيطرة في أقبية التحقيق كما تعودها ورفضها في الخارج على المجاهد أن لا يكترث لأسلوب المحقق وان يحيل بصره واهتمامه عنه إلى أي شئ آخر مثل صورة على الجدار أن يقاطع المحقق دوماً ، لكي يفشل خطته وان ينفي أي صلة بالحركة و العمل أن يحاول تأكيد حقيقة " أنت غلطان " ابحث عن غيري أنا برئ أنا إنسان عادي ليس لي في هذه المسائل .
أسلوب التشكيك هو نوع من لعب الخداع التي يمارسها حاوِ ماهر يحاول من خلال تجميعه لمجموعة جزئيات صغيرة صحيحة أن يقدم حقيقة كاذبة ، كما يخدع الساحر الحواس يحاول المحقق بمهارة لكن ليخدع العقل ، أما المحقق الذي يتقمص شخصية الحاوي الماهر تهتز شخصيته المزيفة كلما وجد المجاهد لا يكترث له ولحديثه وتبدأ في الفشل كلما قاطع المجاهد حديثه ، أبدى عدم الاستجابة و التأثر به عندما يشعر أن أسلوبه أصبح فاشلاً وغير مجدِ تثور أعصابه ويتوتر ويأخذ في الشتم و الضرب وهي علامات الفشل وعلامات الضعف وعلامات الهزيمة ، لقد جرب ذلك الأخوة مجاهدون فشل الجلاد وانهار أمامهم ، أمام رفضهم وتعنتهم ومعرفتهم بهذا الأسلوب الذي لا ينطلي إلا على الجهلة وضعيفي الإرادة .


ثالثاً : أسلوب إحضار الأهل :
عبر الصراع الإنسان المسلم في الحياة ، يكتشف بنفسه جوانب قوة وجوانب الضعف كذلك عدوه الطرف الآخر في الصراع لديه نقاط وجوانب ضعف فإذا كان العدو يسعى لمحاربة نقاط ضعفنا وجوانب قوته ، فعلينا أن نحارب نقاط ضعفه وبجوانب قوتنا ولا نواجه نقاط قوته بجوانب ضعفنا عدونا يدرك أنه يعجز في إخضاع مجاهد أ دفعه للاعتراف و الانهيار ،فانه يهدده بمسالة إحضار أهله إلى المعتقل .. زوجنه ابنته أخته أمه خطيبته وذلك لإدراكه إنها تمثل اكبر نقطة ضعف عند الإنسان فهو يستغل المشاعر الحساسة لموضوعة الشرف و العرض و السمعة كورقة ضغط كورقة تهديد يلوح بها في وجه المجاهد كلما أبدى رفضاً للاعتراف, انه يضع المجاهد أمام خيار الاعتراف مقابل إنقاذ شرفه وعرضه وسمعته الاعتراف خيانة لله و الرسول وللإسلام وللحركة و الأمة ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون ) والشرف دين وعقيدة وحضارة وتاريخ وإخلاص ووفاء وتضحية الشرف مقدسات وأوطان ووجود وكرامة وموقف وحياة وسلوك وجهاد فعندما أتخلى عن كل هذه المفاهيم و القيم فأنني أحيا بلا شرف والذي يخون ربه ويتخلى عن دينه ويكذب ويجبن ويقبل بالذل ويقر ويهرب ويستعبد هو إنسان بلا شرف " الشرف " عفة وعزة تأبى كل أشكال الذلة " .
إذاً هل يعترف المجاهد من اجل المحافظة على شرفه وعرضه وسمعته ؟ وإذا اعتراف المجاهد هل يمنع ذلك الاعتداء على شرفه ؟؟ أم إن اعترافه دليل على ضعفه وعلى جبنه وهذا ما يزيد فرص الاعتداء على شرفه لأجل استنزافه وامتصاصه وشرائه وتحويله بالتخويف من العار إلى خائن وعميل .
أن المحقق عندما يهدد بإحضار الأخت أو الزوجة أو الفتاة إنما يختبر المجاهد ليكتشف في داخله ثغرة أو نقطة ضعف يستطيع أن يتسلل منها لتوجيه ضربة للإسلام وطعنة للمسلمين فإذا وجد المجاهد خائفاً ضعيفاً متردداً فإنه يجبره على الاعتراف ومن ثم يحضر أهله لكي يستنزفه أكثر فأكثر ويحوله إلى ذليل أما إذا وجد المجاهد قوياً غير مبال ولا متأثر فإنه يستمر بتلويح بهذه الورقة حتى تسقط من يده ولا يحضر الأهل ولنفترض أن المحقق احضر الأهل كوسيلة تهديد وضغط وهدد بالنيل منهم فإن العدو ليس جاداً في تنفيذ هذا التهديد ولم تسجل عليه حتى الآن أي حالة من هذا النوع انه فقط يمارس أقسى أشكال التهديد لكي يبتز المجاهد ولكنه أمام إصرار المجاهد يعلن فشله ويترك هذا الأسلوب ويطلق سراح الأهل .
يقول المجاهد " محمد " عندما عجز المحققون من أن ينتزعوا مني اعترافاً رغم أن القضية واضحة وأكيدة ولا يوجد نقاش فيها هددوني بإحضار زوجتي قلت لهم أحضروها وذلك بلهجة استهتار استشاطوا غيظاً وأحضروها أدخلوني عليها في غرفة مليئة بالمحققين قال إلى تعترف أو نغتصبها ؟ قلت لهم اعملوا ما تريدون أنا لا يوجد عندي شئ تظاهروا بأنهم سيهجمون عليها ليعتدوا عليها وأخرجوني بسرعة وضربوها لكي تصرخ فاعتقد أنهم يحاولون الاعتداء عليها لكي أتراجع قلت " حسبي الله ونعم الوكيل أموت ليحيا ديني وينتصر الإسلام العظيم "
خامساً : أسلوب الشاهد :
أحيانا في ظروف العمل السري ، تحدث عبر الممارسة بعض الأخطاء لأخوة مجاهدين في الجهاز العسكري ، مما يوجد لدى المخابرات طرف خيط دقيق ، تتمسك به بصلابة كمفتاح لتحل به باقي حلقات السلسلة ،أحيانا يلتحق بمسيرة الجهاد بعض الأخوة الذين لم يتم إعدادهم إعدادا كاملاً على المستوى العقائدي أو التنظيمي و الأمني والسياسي و العسكري لذلك فهم يفتقدون للنضوج ، يحملون في داخلهم قابلية للانهيار أو الاعتراف لذلك تستخدمهم المخابرات كرأس حربة عبر أسلوب الشاهد لتحقيق أهدافها ويقصد به ضرب مجاهد بمجاهد لتدفعه أحيانا يتم اعتقال مجاهد تحت وطأة التعذيب وضعف داخلي يعترف بأنه استلم أسلحة أو شارك في عملية عسكرية برشاشات على سيارة إسرائيلية لكن اعترافه لا يتوقف عند هذا الحد فالأسلحة التي تسلمها يجب أن يسلمها أن كان خزنها عنده أو عند آخر ويدفع الاعتراف عن مجاهد آخر إن كانت الأسلحة قد سلمت و العملية شاركت فيها عدة رشاشات أي عدة مجاهدين مما يعني انه سيعترف عن واحد منهم على اقل تقدير وعند اعترافه عن أخ استلم منه الأسلحة أو أخ شارك معه في العملية العسكرية سوف تتم إجراءات اعتقاله و التحقيق معه وتعذيبه ترى ما موقف هذا الأخ المجاهد في أقبية التحقيق و المخابرات تواجه بمعلومات صحيحة بأنه في يوم الخميس في الساعة ( 9 ) مساءً عند النقطة ( أ ) استلم أسلحة وشارك مع الآخرين في الهجوم على سيارة العسكرية في اليوم التالي .
أن المخابرات الإسرائيلية ستسعى عبر كل الحيل و أساليب الخداع لتضليل المجاهد وخداعه بأنهم يراقبونه من فترة طويلة وأنهم اخترقوا الجهاز منذ فترة طويلة وان اجتماعاتهم كانت مرصودة وان التقارير تصل يومياً عنهم حتى نفذوا العملية العسكرية بعد أن استلم الأسلحة يوم الخميس الساعة ( 9 ) عند النقطة ( أ ) وأنهم يعرفون كل أعضاء الخلية وكل أعضاء الجهاز وأنهم جميعاً معتقلون الآن في السجن وانه من الأفضل له بدل الضرب و التعذيب أن يعترف كباقي زملائه الذين اعترفوا عن كل شئ وكتبوا ذلك على الورق وأنهم الآن مرتاحون فالمحققون يدخلون الحقيقة في قلب الإطار العام للعمل لكي يظهر الإطار العام كحقائق عامة تعرفها المخابرات المجاهد سينكر ويصر على الإنكار وعدم الاعتراف … المخابرات تضغط عليه لكي يعترف بمحض إرادته وبنفسه بدون إدخال الشاهد وعندما تجده مصراً تهدده إذا أحضرنا من يشهد عليك وأنت تعرفه جيداً وسيصمت المجاهد في هذه اللحظة وسيعمد المحقق إلى إخفاء المجاهد تحت طاولة ويطلب منه أن لا يتحرك ولا يتكلم أي كلمة ويحضر محقق آخر الشاهد ، ويرفع الكيس عن رأسه حيث لا يجد في الغرفة أحداً سوى ضابط التحقيق يسأله المحقق اسمك " سمير " انتمائك " اسم التنظيم " هل تعرف أحمد ؟ نعم ما هي علاقتك به ؟ سلمته أسلحة في يوم الخميس عند النقطة ( أ ) وشارك معنا في الهجوم على السيارة " شكراً " اخرج المحقق يعلم أن المجاهد رغم انه اعترف إلا أن عوامل داخلية تدفعه إلى التراجع مثل وخز الضمير وانه إذا تقابل مقابلة مباشرة مع أخيه ربما يتردد ويضعف وينكر لذلك فهو يعمد إلى شاهد لكي يدلي باعترافه بدون مواجهة المجاهد الذي تحت التحقيق وجها لوجه ومن ثم يخرج المجاهد من تحت الطاولة ويجبره على الاعتراف فإذا أصر على الإنكار يمارس معه جولة من التعذيب الجسدي الوحشي بمشاركة مجموعة من المحققين لإجباره تحت ضغط اعتراف الشاهد وتحت التعذيب للاعتراف أو تقديم طرف خيط جديد فإذا استمر على صموده ،يحضرون الشاهد لكي يدلي بشهادته بشكل مباشر وجهاً لوجه ، بشكل مكرر لإقناع المجاهد بالاعتراف واعترف هل يكذب عليك هل بينكم ثار أو مشاكل لماذا لم يشهد على غيرك ويستمر في حملة إقناع منطقية لدفع المجاهد للتفكير الواقعي حسبما يريد المحقق وللاعتراف .
على المجاهد الرسالي إذا ما وجد ثغرة في أقسام التحقيق يمكن أن يستغلها المحقق كمنفذ لضرب الإسلام و الحركة, عليه واجب شرعي أن يسد هذه الثغرة بجسده ودمه وحياته فإذا كانت الثغرة انهيار أخ وسقوط مجاهد فعليه أن يفدي إسلامه وحركته بنفسه ويغلق هذه الثغرة ويوقف توسيعها عليه ألا يفكر بذاته ولا يفكر برد الفعل وألا يبني موقفاً عاطفياً من اعتراف أخيه بل عليه أن يتحمل ضعف أخيه وان يضع نفسه في المعركة في خندقين خندق لنفسه وخندق لأخيه ويدير معركة الصمود من خلال الخندقين فالذين يعترفون تحت مبرر أن أخاً قدم شهادة واعترف عليهم ، عليهم أن يتأكدوا أن الشهادة ليست سبباً في الاعتراف بل الاعتراف ناجم عن الضعف أو الجبن والاستعداد للاعتراف فهو بدل من أن يدافع عن نفسه وعن أخيه خذل نفسه وخذل أخيه وخذل الحركة وخذل الإسلام على المجاهد في أقبية التحقيق ألا يكون مطية في يد الكفار بتقديمه الاعتراف وبشهادة ضده عليه أن ينكر وعليه أن يصرخ في وجه أخيه " كذاب أنا لا أعرفك ، أنت تتجنى علي حرام عليك راجع ضميرك حاذر غضب الله " .
في عام 1948 تم اعتقال أحد الأشخاص بسبب وصول معلومات عنه لدى المخابرات بأن في حوزته ثلاث قطع رشاشة ، حقق معه حول القطع فاعترف إنها كانت معه وانه أعطاها لأخ مجاهد اسمه عبد الله تم اعتقال الأخ عبد الله بسرعة وبدأ التحقيق معه حول القطع الرشاشة أنكر مارسوا معه تعذيب شديد استخدمت ضده أساليب شتى لكنه أنكر القصة احضروا هذا الشخص وفي مقابلة مباشرة مع الأخ عبد الله سأل ضابط المخابرات هذا الشخص " من هذا قال عبد الله " هل تعرفه " نعم ماهي علاقتك به ؟ قال أعطيته ثلاث رشاشات هل أخذ منك؟ نعم متى يوم الثلاثاء هل أنت متأكد نعم اخرج .
جهاز المخابرات متأكد بأن الرشاشات عند عبد الله لذلك عذب بشدة وأحضر هذا الشخص ليشهد عليه عدة مرات حتى انهار واعترف بأن الرشاشات قد أخذها فقالوا له أين هي ؟ قال ليت عندي أخذها مني شخص من هو . لا أعرفه وبعد تعذيب شديد قال الأخ محمد ، فاحضر الأخ محمد وحقق معه قال لا اعرف عبد الله ولم استلم الرشاشات احضر الشخص وعبد الله عند الأخ محمد وبدأ التحقيق مع الشخص من أخذ منك الرشاشات ؟ قال عبد الله فسئل عبد الله هل أخذت الرشاشات نعم من أخذها منك ؟ محمد " اخرجوا " وبدأ الفصل مأساوي من فصول التعذيب الذي كاد يداوم عليه فريق كامل ( 24 ) ساعة حتى لا يستريح واحضر الأخ عبد الله ليشهد عليه من جديد لكن الأخ محمد صرخ في وجهه " كذاب حرام عليك .. خاف الله ، ربما سرقوا منك ربما ضاعت ومع صراخه انهالوا عليه بالضرب الشديد غير واعي ، الأخ عبد الله اهتز وصرخ ضميره وأنكر لا لا لم أعطه الأسلحة ، لم يأخذ مني شيئاً وبدأت المخابرات تعذيب الأخوين المجاهدين عبدالله يقول إنه لم يسلمه .. إنه اعترف من التعذيب و الأخ محمد يقول " لم استلم " احضروا عبد الله وما بين صمود الأخ عبد الله وثبات ورجولة الأخ محمد يئس المحققون وأفلسوا وبعد فترة زمنية خرج الأخ محمد و الأخ عبد الله وبقيت الرشاشات أمينة بانتظار مجاهد جديد يحمل الأمانة ويكمل المسيرة الجهاد .
سادساً : أسلوب التبسيط :
التبسيط فخ اللئام للسذّج الذين ينزلقون في أساليب الخداع و الوهم .
قلنا سابقاً إن أسلوب التحقيق وكيفيته ومدته مرتبطة بنوع القضية وخطورتها وبنوعية المقاتل وثقافته وخبرته ودرايته وأسلوب التبسيط أي تبسيط القضية وتبسيط الشخص وتبسيط خطورته ، هو أحد الأساليب التي يستخدمها المخابرات الصهيونية وينحصر استخدامه بنوعية من المناضلين السذج والبسطاء والذين من السهولة التأثير و السيطرة عليهم وهم حالات قليلة وأدوارهم محدودة يجلس ضابط المخابرات وراء طاولة وأمامهم كمية هائلة من الملفات ويتظاهر بالإرهاق و التعب هنا يدخل عليه محققاً مصحوباً بالضحية وعندما يشاهدهم الضابط يصرخ بغضب " من هذا أنا مرهق ( 48 ) ساعة وأنا اعمل أريد أن أستريح أريد أن أعود لأولادي وزوجتي خذه عني لا أريد أن أرى أحداً هنا يتدخل المحقق سيدي هذا الشاب بسيط وقضيته بسيطة ولا تحتاج إلى تعب هنا يدقق الضابط ببصره على الشاب ويتحرك من مكانه ويسحب ورقة بيضاء و قلماً ويقول للشاب " خذ اكتب قضيتك " ينظر إلى الساعة ويتمتم " يوجد وقت ، يوجد وقت " ويوجه حديثه للمحقق " بعد أن يكتب قضيته سلمه هويته وملابسه وأطلق سراحه لا يوجد عندنا وقت وفجأة ، يوجه حديثه للشاب " اسمع هذه أول مرة وآخر مرة أراك هنا " سامع " ( دير بالك على حالك ) اخرج .
يقول الشاب ( ع) أعطاني ضابط المخابرات ورقة وقلماً وقال لي اخرج اكتب كل قصتك وجهز حالك للشحرور (الحرية بالعبرية ) دخلت الغرفة وجلست على الكرسي وأمامي طاولة فكرت ماذا أكتب لم أجد عند أي شئ فقلت اكتب أي شئ حتى يفرج عني فكتبت : إنني ألقيت قنبلة يدوية على سيارة إسرائيلية وطرقت الباب وقلت للمحقق لقد كتبت كل شئ أخذ المحقق الورقة وسلمها للضابط الذي غرق في الضحك وقال جيد لم يفرج عن الشاب بل حكمت محكمة عسكرية خمس سنوات سجن رغم أنه مشلول في إحدى يديه .
وهناك شكل آخر لأسلوب التبسيط هو أن يجلس المحقق مع المجاهد ، يبدأ بعملية إيحاء للمجاهد " أنت طيب وابن ناس لماذا تحمل نفسك كل هذا العذاب و العناد قضيتك تافهة وبسيطة و الذين معك قضاياهم أكبر من قضيتك اعترفوا وأطلق سراحهم أمس وهم الآن عند أهلهم فرحون وأنت قضيتك أصغر من قضايا أصحابك اعترف حتى تعود لأهلك وهذه الغلطة أنصحك تعلم من هذه الغلطة وحافظ على نفسك وأنا سأكتب تقريراً عنك إنك برئ وأنك لن تعود لهذا العمل عدني أن لا تعود لهذه الطريق فإذا تجاوب المجاهد لهذا الأسلوب واعترف سيكشف أنه خدع وانه لن يرى لسنوات طويلة ضوء الشمس ولا أهله وإن لم يتجاوب مع المحقق يخلع المحقق عن وجهه قناع البراءة ويستخدم معه سياسة العصي يبدأ بشد المجاهد بين العصا والجزرة لكي يختار بين العصا و التعذيب أو الجزرة و الاعتراف ، فإذا أصر المجاهد الإنكار وتمسك به ورفض الاعتراف وحتى ولو كان ثمن ذلك التعذيب باهظا يجد المحقق أن أسلوبه لم يعد له جدوى فيبحث عن أسلوب جديد أسلوب أفضل .
سابعاً أسلوب التضخيم : وهو أسلوب للتعذيب يعتمد على استفزاز الجانب الشعوري للمجاهد لتحريك الآليات الدفاعية اللاشعورية داخله وجعله يعيش في حالة هروب من تهمة مضخمة كاذبة إلى تهمة صغيرة وذلك للحصول على طرف خيط من الاعتراف يؤدي من خلال مبدأ التدرج إلى انهيار المجاهد واعترافه الكامل .
التضخيم كأسلوب هو حيلة لوضع المجاهد في حالة قلق نفسي توتر عصبي و التوازن على مستوى التفكير من خلال تضخيم المعتقل أكبر مما هو ووضع هالة مضخمة حول نفسه وقضيته وتهمته وأعماله بحيث تبدو أعماله الجهادية شيئاً تافهاً وشيئاً صغيراً وتصبح مسألة الاعتراف بها شيئاً ممكناً على المستوى المنطقي والواقعي كعامل هروب من حالة التضخيم التي يواجه بها المحققين وهو أسلوب يستخدم مباشرة أحياناً من حالات من المجاهدين الأسرى المعتقلين وأحياناً أخرى مع المجاهدين الذين قضوا فترة طويلة في أقبية التحقيق ولم يفلح المحققون في نزع اعتراف المتهم وهو كأسلوب لا ينفصل عن الأساليب الأخرى وقد تستخدم معه الأساليب مساعدة لتحقيق هدف الاعتراف .
يقدم المجاهد عبر مسيرته الجهادية خارج أسوار المعتقل من خلال التزامه بحركته ومجموعة خدمات اتصالا نقل أسلحة ومهمات قد تكون عملية عسكرية ومجموع هذه الخدمات هي خدمات عادية وواجبات طبيعية .
فعندما يعتقل الأخ المجاهد يستقبل في أقبية التحقيق بمسرحية مفبركة لغرس حالة الهلع في نفسه " أنت "تنظيم كذا" أهلاً وسهلاً وبإيماءة حقد وغضب يقولون له متطرفون .. راديكاليون أنتم مجرمون أنتم أخطر أناس على اسرائيل أنتم إرهابيون سنحرقكم كما علمت النازية باليهود سنصفيكم وأنت أخطر واحد في ( تنظيم كذا) نحن نعرفك منذ زمان ( إحنا كاشفينكم من فترة طويلة أنت أبو البلاوي أنت أخطر من فلان رميناه برة ولا يشكل علينا أي خطر أما أنت أكبر واحد فيهم بتفكر احنا تاركينك الآن وقعت في الفخ يا قاتل يا مجرم تقارير القيادة تعلم إنك خطير جداً شوف هذا الملف الضخم هذا ملفك سنحرقك ونجتث الجهاد الإسلامي من جذوره الذي نظمك للحركة ونعرفه و الأسلحة نعرف قصتها كاملاً من من أخذتموها ومن أعطاكم إياها وأين نقلتموها و العمليات نعرف الذين عملوا بالتفصيل ونعرف دورك كله في هذه القصص يا مجرم تقتلوا المدنيين و الأطفال سنذبحك بالخنجر الذي كنت تحمله وسنأخذ ثأر الذين طعنتهم يا قاتل دم اليهود لا يذهب هدراً ) في هذا الجو من الشحن و التضخيم تدخل مجموعة كبيرة من المحققين إلى الغرفة وهم غاضبون وينفذون دوراً مسرحياً ( وين تاع ) الجهاد الإسلامي أين القاتل و المجرم ويحاولوا بنظراتهم القاتلة وتصرفاتهم المقصودة افتراس المجاهد ونهش لحمه ويصرخ أحدهم " أنت قاتل أخي ساقتلك " ويحاول أن يهجم على المجاهد بينما جميع المحققين يمسكونه ويسحبونه عن المجاهد بقوة إلى الخارج بعد أن يكون قد أصابه بعدة ضربات غاضبة بعد هذه الجولة من التضخيم والتي يرى المحقق أثرها على ملامح المجاهد يتنقل إلى دور المساومة والابتزاز "ك" أتركك لهم حتى يأكلوك ولا يبقى فيك عظم كما تأكل الوحوش الغنم, أو تعترف أحميك رغم إنك تستاهل " إذا كان المجاهد يجهل هذا الأسلوب سيحدث في داخله صراع كبير وسيحاول عبثاً أن يقاطع المحقق " كذب " وسيحاول أن يحلف بالله وبالقرآن .وإنه يكذب وسيعيش في حالة من الشعور بأنه مظلوم وسيدافع عن نفسه وسيبرر غير صحيح وسيصل التوتر في داخله إلى أقصاه وعندما يصل توتره إلى الحد سيسمح له المحقق بالحديث حيث سيقول " أنا مظلوم هذا الكلام كذب أنا لأم أقتل صحيح أنا شاركت معهم ونقلت الأسلحة لكن والله العظيم أن لم أشارك في القتل أنا بريء فقط طلبوا مني مساعدة وأنا ساعدتهم " المجاهد الذي يجهل أسلوب التضخيم سيقدم هذا الاعتراف الصغير كمخرج من هذا التضخيم وسيعتقد إنه بهذا الاعتراف الصغير سيخرج من الأزمة وسينهي التحقيق لكنه متأخر سيكتشف إنه خدع وإنه قدم طرف الخيط .عندما يعترف المجاهد هذا الاعتراف الصغير سيواصل المحقق الابتزاز وسيحاول تبهيت وتهميش هذا الاعتراف وسيبدأ الصراخ في وجه المجاهد أنت تريد تضحك علينا نحن نعرف هذه المسألة .
يبدأ بشكل عصبي الضرب على الطاولة ومحاولة قلبها بحالة عصبية شديدة الإيهام المجاهد بجديته وإشعاره بقوته ومن ثم يجلس غاضباً ويقول اسمع يا ولد نحن نعرف كل ما ذكرته وعارفين كل شئ اعترف بكل شئ أفضل فإذا اعترف المجاهد سيواصل المحقق محاولة ابتزازه باستخدام كل الأساليب وان أصر على الإنكار سيجر المجاهد للاعتراف من باب التدرج " من الذين شاركت معهم ، وأين ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ ومع من ؟ وإلى أين ؟ ولمن ؟ وكل سؤال من هذه الأسئلة سيفتح ثغرة كبيرة وباباً واسعاً يدخل به المغفلون باب الانهيار أما المجاهد الواعي فيدرك أن التهويل في جوهره كذب و أن التضخيم في مضمونه شرك وان التهديد مظاهر مسرحية وان دور المحققين هو دور تمثيلي غير واقعي وان من يسلم لأعداء الدين طرف الخيط فقد هوى .
على المجاهد في سبيل الله أن يدرك أن أسلوب التضخيم هو حيلة خداع تمارسها المخابرات على المجاهد الأكثر مسئولية و الأكثر صلابة وصموداً وتحدياً و عليه أن يواجه التحدي الصهيوني بتحد مقابل وليس بالصبر و الصمود فقط فالتحدي لجهاز المخابرات هو أول السبل لإفشاله ( ولا تكونوا إلى الذين ظلموا ) فعندما يقدم المحقق افترائه وتضخيمه يجب عدم الاستماع إليه الاهتمام بحديثه بل عليه أن يواجه المحقق وبصوت حاد كذب افتراء والا يجعل المحقق يكمل فكرة من أفكار التضخيم وعليه أن يواجه سخرية المحقق له " انتم جهاد إسلامي إرهابيون قتلى الآن نريكم من انتم " عليه أن يواجه هذه السخرية بالسخرية منهم ومن جبنهم وحقدهم وضعفهم ونهايتهم المأساوية " إن تسخروا منا فإننا نسخر منكم كما تسخرون " وعليه يواجه مصطلحات قتلة مجرمين سفاحين سنقتلك يقول الأخ " أ" استخدمت معي المخابرات في أقسام التحقيق لأسلوب التضخيم وعندما بدا ضابط المخابرات بالتضخيم تذكرت هذا الأسلوب فابتسمت لا إرادياً وعندما استمر المحقق به بدأت أضحك فاستفز المحقق وصرخ بغضب لماذا تضحك يا قاتل ؟ قلت له اضحك ثوبك الواسع الذي تفصله لم يفهم كلامي جيداً فخرج من طوره وسأل ماذا تقصد قلت له وأنا أضحك أقصد ما قلته فاستفز وانهال على بالضرب الشديد وتركني لقد أفشل هذا المجاهد أسلوب التضخيم بثبات وثقة وسخرية ومقاطعة وجرأة جسدتها ابتسامة وضحكة ومقاطعته للمحقق الذي فشل في أسلوبه فخرج يبحث له عن أسلوب جديد .
ثامناً: أسلوب معرفة كل شئ :
وهو أحد أساليب الخداع على إيحاء القوي والتأثير النفسي بقصد إيهام المجاهد أن المحقق يعرف كل شئ عنه ويحاول السيطرة عليه نفسياً ويقوم هذا الأسلوب على مجموعة ثوابت عامة تشكل آليات العمل ومصطلحاته النظرية ووضعها في إطار تطبيقي عملي يتألف من مقدمات ونتائج للوصول إلى طرف الخيط أو اعتراف .
عادة ما يكون المحقق الذي يطبق هذا الأسلوب متخصصاً في علم النفس ويدرس ملف المجاهد المعتقل بشكل كامل من الناحية الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية مستنداً إلى المعلومات التي جمعها جهاز الاستخبارات ومجموع هذه المعلومات يشكل خلفية كاملة ينطلق منها المحقق ويبدأ في دراسة نقاط الضعف والقوة لدى المجاهد ويوظفها في آلية التحقيق فلو كانت المعلومات مثلاً تدل على أن المعتقل لم ينه دراسته بينما هو شخص ذكي لديه أرضية تعليمية وثقافية فهذا يؤشر على سبب ترك الدراسة ليس راجعاً على عامل شخصي إنما لأسباب خارجية كالعوامل المادية مثلاً أو انشغال المجاهد بأمر آخر غير الدراسة فإذا تبين أن الوضع المادي للمجاهد جيد, فهذا يعني إشغالا اكبر أهمية لدى المجاهد من الدراسة منعه عنها وهذا مجرد مثال لطريقة ربط المعلومات وتحليلها .
وغالباً ما يلجأ المحقق لأحداث شعور بتفوقه وعلمه الغزير لدى المجاهد فبعد أن يسأله عن اسمه وعمره وأحواله الخاصة يبدأ بحديث فكري تاريخي ويطرح على المجاهد أسئلة تتدرج من سهلة معروفة إلى أخرى تتطلب إجابات من له إلمام أو معرفة عميقة بالموضوع ، فيسأله مثلاً عن أحداث التاريخ الإسلامي والفرق الإسلامية ثم يتوقف ويطرح على سؤالاً عن المعتزلة والقصد هذا الحوار المقصود أن يكون أعلى من المستوى الفكري للمجاهد وهو خلق حالة فوقية ويركز المحقق خلال الحوار بصره بقوة ثبات في عيني المجاهد ليصنع حالة من التأثير المباشر و السيطرة وليوحي إنه شخص قوي ويعرف كل شئ وليغرس بالمقابل في نفس المعتقل إحساسا بالضعف وقلة المعرفة وقد يتكرر هذا الأسلوب في عدة جلسات متوالية وعندما يظن المحقق أنه حقق قسطاً من السيطرة على المعتقل يدخل في التحقيق الذي يهدف إلى انتزاع معلومات أو اعترافات .
يحاول المحقق أيضاً أن يغرس في نفس المعتقل قناعات تتناقض مع رسالته النضالية التي اعتقل من أجلها وأن يغسل بعض القناعات الموجودة لديه من أجل تحقيق إنجاز يدوم أثره بعد التحقيق وبعد مرحلة السجن أيضاً إنجاز يؤثر على محيط المناضل الاجتماعي كله فقد يكرر بشكل مباشر أو بواسطة الإيحاء وبالقوة و المعرفة و التفوق أن الكيان الصهيوني قوي جداً وأن العرب ضعفاء ولا مجال لكسب المعركة ومن الأفضل تقبل واقع الهزيمة و الركون إلى المصلحة مع الأمر الواقع ويحاول التأكيد على أن اليهودي بطبعه أفضل من العربي وأنه يفكر بعقله بينما العربي أو المسلم شخص عاطفي يفكر بطريقة غير سليمة وان جهاز الموساد أقوى جهاز استخبارات في العالم " نحن نعرف كل شئ ألا ترى بنفسك " وأنهم يعرفون كل التفاصيل وأدق الأمور عن القيادات وطبيعة العمل .
بل وكثيراً من القيادات تتعامل معهم وقد يقطع المحقق مجرى الحديث فجأة ويوجه مباشرة إلى المعتقل لماذا تركت دراستك ، رغم إنك ذكي ؟ أنا أقول لك السبب نحن نعرف عنك كل شئ ويبدأ بسرد المعلومات التي يعرفها أمام المجاهد موحياً أن التنظيم مخترق منذ سنين وأن إخوته ورفاقه اعترفوا بكل شئ وأن المسألة برمتها باتت مكشوفة تماماً للموساد ويقول المحقق " المهم أنا أريد أن أعرف فقط هل تذب علينا أم لا ويقوم فجأة ويفتح ملفاً ويسحب ورقة ويقرأ فيها الاسم الرباعي للمجاهد وإنه منظم حركة (كذا ) ونظمه فلان الذي اسمه الحركي .. ورقمه السري.. ثم يحدق في المجاهد مركز ويقول ها أنت ترى لقد نظمك فلان نحن نعرف كل شئ فقط نريد أن نثبت لك أن لا يكذب علينا نريد منك أن تكون فقط صادقاً معنا ثم إن اعترافك لمصلحتك حتى نستطيع إغلاق الملف بسرعة وإنهاء التحقيق وفي حالة اعترافك لن ينالك منا أذى و لن نحكم عليك بالسجن ربما لفترة قصيرة فقط لكن إن أنكرت فستتعب كثيراً وستنال حكماً قاسياً طويلاً …. " إذا استغفل المحقق المجاهد وخدعه بحيلته واستطاع أن يوهمه إنه يعرف كل شئ فسيقع المجاهد في الفخ وتبدأ الإجابات تتالى كالسلسلة نظمني فلان اسمي الحركي رقمي السري ويبدأ الحديث عن اللقاءات وأماكنها وساعاتها وتواريخها و الذين حضروا ثم يعترف بالمهمات و البرامج و الأسلحة وطريقة نقلها ونوعية التدريب ومكانه .. الخ وهكذا لا تكاد جلسة التحقيق تنتهي إلا وقد توفرت قصة كاملة أو مجموعة اعترافات تعطي المحقق خلفية ثمينة لاستكمال التحقيق في يوم آخر أو استخدامها مع المعتقلين آخرين بواسطة ربط عناصر الاعتراف وتركيبهم ظروف وحالات مشابهة .عبر سلسلة الإجابات قد يجد المحقق ثغرات وارتباكات في أقوال المعتقل فيلجأ باستخدام القوة أو قد يتعرض المعتقل للضرب في هذا الأسلوب لكنه لا يتعرض بأي شكل حقيقي في هذا الأسلوب و الضرب هنا يأتي كمجرد تخويف أو من باب إدخال على أسلوب أي استعمال أسلوب الارتباط الشرطي بين الكذب أو كشف الثغرات الأجوبة وبين الضرب وهذه الطريقة تخلق لدى الأسير استعدادً نفسياً للموقف المتحدي للمحقق بحيث تضعف إرادته كلما أعطى معلومات وأصبح بالتالي أكبر لإعطاء معلومات جديدة .أن الأسلوب العدو الصديق وهو الفخ ماكر وعلى المعتقل أن يعي هذا الأسلوب جيداً وأن يدرك إنه لا فرق بين المحقق الشرير والطيب بل أن ذلك الذي يمثل دور الطيب هو أشد خطورة .
تاسعاً : أسلوب الكرسي:
سعياً لانتزاع المعلومات من المجاهد تسعى المخابرات الصهيونية إلى تطوير أساليبها وابتكار أساليب حديثة توفر الجهد والوقت وتكون آثارها سريعة المفعول غنية بالنتائج لذلك فلقد استخدمت لسنين طويلة أسلوب الوقوف المستمر طوال 24 ساعة لفترة عدة أيام أو عدة أسابيع ورغم أن هذا الأسلوب له واقع قاس ومؤلم ويحتاج إلى شجاعة فائقة و إرادة فولاذية وإيمان صلب إلا أن المخابرات الصهيونية طورت هذا الأسلوب باتجاه كرسي خشبي عادي يجلس عليه المجاهد طوال فترة التحقيق وهو مكبل و الكيس في رأسه .
ومن المعلوم أن لفظة الكرسي لها وقع مريح على النفس خاصة إذا جاءت في فترة التحقيق لكن الذين جربوا هذا الكرسي يعتبرون آثاره السيئة أكثر واقعياً على النفس من الوقوف المستمر وهذا راجع إلى مسألة أساسية وهي الجلوس المستمر لمدة ساعات يؤدي إلى تصلب وآلام في حلقات العمود الفقري ويزداد هذا التصلب والآلام مع ازدياد وقت الجلوس على الكرسي حتى تصبح وسيلة ضغط شديد على الجهاز العصبي و النفسي لكي ينهار وبمزيد من الإيمان القوي والمتجذر و الخبرة السابقة يمكن للمجاهد تجاوز هذا الأسلوب لكن المخابرات وجدت أن هناك نقاط ضعف في هذا الأسلوب تتمثل في قدرة المجاهد على الاستراحة على الكرسي إذا ركز الألم على فخذ واحد لفترة محددة ومن ثم يرتكز على الفخذ الآخر … حتى لا يتعب كل الجسم .
وقد ابتكر المخابرات أسلوباً أكثر سوءاً وذلك باستخدام كرسي صغير و الجلوس عليه غير مريح بتاتاً ارتفاعه 25سم وقاعدته 20 * 20سم وله مسند خلفي 20 * 20سم وقاعدة الكرسي مائلة بانحراف إلى الأمام بحيث أن أي جسم صغير يوضع عليه يسقط للأمام ويجبر المجاهد المقيد بالجلوس عليه لأن الكرسي مائل للأمام فجسد المجاهد يستطيع أن يثبت عليه ولذلك يحتاج إلى قوة لكي يمنع عملية تساقط الجسد من الكرسي ويتكور الجسد على الكرسي الصغير بشكل مزعج بحيث يرتكز ثقل الجسد على نقطتين هما العمود الفقري وعقب القدم مما يؤدي إلى تخشب الظهر وتصلب العمود الفقري وازدياد الآلام وتخدر الجسم وظهور السماط بين المحا شم ودمامل في أطراف الظهر والمقعدة وبين الفخذين و الركب وتكبر هذه الدمامل حتى ينزل منها الدماء و الصديد حتى لا يغفو المجاهد يقوم بعض الجنود الحراس بضرب المجاهد أو تحريك رأسه بشدة أو ضرب الكرسي بعنف وأحياناً يجبر الجندي المجاهدين لكي يقوموا ويجلسوا ويفضل المجاهد الذهاب إلى غرفة التحقيق و التعرض للتعذيب بعد الجلوس على الكرسي .,إن الكرسي وان اختلفت تصاميمه هو أداة ضغط وابتزاز وهو وسيلة إنهاك وإضعاف لطاقة تحمل الجسم وهو قاعدة يعتمد عليها مناخ التحقيق لأجل تدمير أسس المقاومة الداخلية لدى المجاهد طوال فترة وجوده في المسلخ ودفعه لمواجهة جلسات التحقيق وهو منهك الجسد متعب الأعصاب ضعيف القوة إن الضغط الألم الزائد من الجلوس على الكرسي يدفع المجاهد على المستوى السيكولوجي إلى قبول بخيارات التحقيق هرباً من الألم وقبول للمعركة الخاسرة و الاستسلام .
أن المحقق يعتمد على انهيار المجاهد أمام ضغط الألم المتصاعد مع الجلوس المستمر على المقعد وهو يراهن على الوقت لكي يحضر إليه المجاهد مستسلماً على المجاهد أن يدرك تماماً أن آلام الجلوس على المقعد هي طريقة جديدة يعتمدها المحقق لدفع المجاهد للاعتراف أو القبول بالهزيمة أو الحل الوسط إن إحداث هذه الآلام المتصاعدة هو أسلوب خطر وأم المشكلة ليست بمقابلة المحقق بل بالثبات والصمود وعدم الاندفاع باتجاه المحقق إلا إذا كان هذا الاندفاع هو نوع من المناورة لتخفيف الألم واكتساب مزيد من الراحة و الوقت حتى يتمكن المجاهد من إكمال فترة التحقيق بدون خسائر .
إن عدم هرب المجاهد من آلام الجلوس على المقعد وصبره على تحمل هذا التعذيب يدفع المحقق إلى الخروج من قلعته المختبئ بها بانتظار الفريسة ويذهب للمجاهد لكي يحاول الضغط عليه نفسياً وتهديده والإيحاء له بأنه سيبقى على المقعد سنين طويلة وذلك لاستفزاز المجاهد ودفعه لليأس و القبول بخيار المعركة الخاسرة .. و الاعتراف .
لقد جلس أخوة مجاهدون على هذه المقاعد السيئة أسابيع وشهور طويلة تسلحوا بالصبر وأدركوا أنهم في معركة مقدسة وأن النصر في هذه المعركة هو الصمود ؟؟ و التحمل في سبيل الله .
والقيادة ومركز القيادة وملاجئ المطاردين تحت ستار سمعتي الجيدة و الماضي الجيد الذي أحمله خرجت من المعتقل وحملت السلاح مع المطاردين منذ أول يوم خشيت أن أروي قصتي لأخوتي قدمت معلومات عن ملاجئ المطاردين وبعد أيام سمعت عن استشهاد قائد المنطقة وبعده استشهدت مجموعة من المجاهدين بدأ الأخوة يبدون عدم ارتياح وعدم ثقة بي وفي أحد الأيام أخذ الأخوة مني السلاح وحقق معي بعد يومين قررت الاعتراف فاعترفت عن قصتي كاملة وأن ملجأ هؤلاء الأخوة كان الهدف القادم للمخابرات .
وفي مكان ما في أحد مخيمات اللاجئين حفرت حفرة ووضع العميل بها حياً وهناك تم إعدامه وهذه نهاية كل من بفكر أن ينقذ نفسه تحت مبرر حيلة مرحلية للتخلص من التحقيق و الخروج من براثين اليهود . أن الأسلوب التعامل أسلوب قذر و التفكير به كحيلة لخداع المحققين هو نزغ من الشيطان للإنسان الغريزي الذي يحمل في داخله قابلية للانهيار و السقوط أما إنسان الفكرة الذي يحمل في داخله مقومات عقائدية مؤهل للصبر و الصمود .
عاشراً : أسلوب الإفراج :
وهو حيلة ابتزاز يمارسها المحقق مع المجاهد بعد انقضاء فترة أسابيع أو أكثر على المجاهد في أقبية التحقيق من خلال إيهامه بأنهم سيطلقون سراحه بدون مقابل سوى وعد منه أن يترك هذه الطريق و أن يعيش حياته الطبيعية مع الناس وأن لا يمس أمن الكيان الصهيوني بضرر بعد أن يخرج من المعتقل لأجل اهاجة مشاعر الشوق و أحاسيس الحنين في داخله لأهله ولذويه وللدنيا و للحرية وللسعادة و الخروج من ظلمات السجن مقدمة لإحياء ذاته وعواطفه الشخصية إحياء الأنا بداخله وتضخيمها لتصبح مركز استقطاب واهتمام أفكار وعقل المجاهد لإحياء إنسان الغريزة الذي يفكر بنفسه وينفصل عن الموضوع والفكرة والقضية والصراع و التحدي لأجل غرس ضعف مصطنع بداخله والحصول على معلومات إضافية من خلال تهيج هذا الضعف ومن خلال المساومة والابتزاز فالمحقق الذي يشرف على قضية المجاهد يبلغ بأن هناك خبيراً قادماً من تل أبيب خصيصاً له و أنه يمكن أن يساعده فعليه أن يكون صادقاً معه بعد دقائق معدودة يدخل محقق جديد وشكله وسماته توحي بأنه خبير ويبدأ الخبير بسؤال المجاهد عن صحته عن حياته الشخصية وعن أخواته وعددهم وأسمائهم وزوجته و أبنائه ووظيفته ودخله المادي ووضع أهله وعائلته من يصرف عليهم ومن يساعدهم بعد الدردشة المقصودة يقول الخبير نحن قررنا إطلاق سراحك " ممتاز " ويمد يده إلى جيبه ويخرج بعض الأوراق النقدية تأكيداً على جديته ويسأل المجاهد هل أنت نادم على هذه الغلطة فإن أجاب نعم يضيف الخبير وهو ينظر إلى الساعة الآن لا يوجد وقت لإطلاق سراحك ولكن غداً صباحاً سيفرجون عنك ولك هل تعدني انك لن تعيد هذا الخطأ نعم ماذا ستعمل عندما تخرج ؟ سأكمل دراستي سأعيل عائلتي إذن اهتم بدراستك ومستقبلك أهتم بعائلتك ولا تلتفت لمن يريد توريطك ويخرج تاركاً المجاهد في غيبوبة من الأفكار أحقاً سأخرج وأنا يوجد على اعتراف أحقاً سأخرج بدون مقابل وما بين الغيبوبة وأحلام اليقظة و السراب الذي يحسبه طريق الإخراج يدخل المحقق ويقول أترى كيف كان حكومة إسرائيل عادلة أنت مسكين ووقعت ضحية ولأنك مسكين فإن الله برى حالتك وحالة أولادك وحالة أمك وحالة أهلك لكن سنفرج عنك غداً وهناك بعض المسائل أنت أخفيتها عنا وهى الآن لا تضرك بشيء لأن قرار إفراجك جاهز وأرسلناه إلى إدارة السجن حتى يفرجوا عنك صباحاً ويظل يراوغ في هذه الدوائر فإذا خدع المجاهد أولاً بهده الحيلة فإنه يعترف بأي شئ يضاف إلى معلومات المخابرات لضرب هذا المجاهد أولاً ولضرب حركته وقضيته فإن أصر المجاهد على نفي أي علاقة تنظيمية له وأنه مواطن عادي لا علاقة له ( بالمشاكل).
فإن المحقق يتظاهر بالغضب ويقول بلهجة متوترة نحن نساعدك لكن أنت لا تحب الخير لنفسك بإمكانك أن تبقى طول عمرك في السجن ولن تخرج منه إلا إلى القبر لينفعك أصحابك يا بطل ويخرج من الغرفة وهو مدرك أن أسلوبهم فشل ولم يحصلوا على أي شئ .
الحادي عشر: أسلوب التجويع و التعطيش :
وهو أسلوب ضغط ومساومة يقوم على الإرهاق العصبي للمجاهد ودفعه للانهيار ويكون مصحوباً بحملات ضغط نفسي وإيحاء مستمر بأن التعذيب أبدي وأن الاعتراف حتمي .
حاجة الجسم للأكل حاجة عضوية وعندما يحرم الإنسان أو المجاهد من الأكل تحت أسلوب التجويع فإنه يحس بأن هناك جفافاً في الحلق وتنبعث رائحة كريهة في الفم ويصاب بالدوار و الدوخة بعد اليوم الثاني ولا يستطيع النوم ولا يقدر أن يقف على قدميه خمسة دقائق بشكل مستمر ومتواصل بعد عدة أيام ينتابه شعور بثقل الرأس وهبوط في قواه واصفرار في وجهه وضمور في بطنه وارتخاء في عضلاته وشعور بالإرهاق العصبي .
يستغل المحقق أسلوب التجويع كأسلوب غير مباشر حيث يكلف الجندي الحارس عندما يوزع وجبات الأكل صباحاً وظهراً ومساءً حرم هذا المجاهد من تناول الطعام لعدة أيام متواصلة لكي يزيد توتره إرهاقه العصبي الأمر الذي يؤثر ميكانيكياً على نفسيته لكسر إرادته وتحطيم صموده والقضاء على صبره وتحمله وتفتيت عضده وشل تفكيره ودفعه للاعتراف كمخرج وحيد .
ورغم ما يسببه الحرمان من الأكل من تعب وإرهاق للأعصاب وآلام للمجاهد وخاصة عندما توزع وجبات الأكل كل يوم وتفوح خلالها رائحة الأكل إلا أن الحقيقة التي يجب ألا يغفل عنها المجاهد وهي أن المعتقلين قد خاضوا تجربة الإضرابات لعدة أسابيع ولم نسمع أن الإضراب عن الأكل أو الحرمان من الطعام يؤدي للموت أن الإنسان معجزة وعنده قدرة هائلة على الصبر و التحمل وخاصة إذا كان مسلماً بعقيدة مؤمناً بقضية وهدف تزوده في ساعات المحن بشحنات روحية يسمو بها فوق التحقيق والحقيقة الثانية أن المحقق عندما يستخدم أسلوب التجويع فإنه لا يستخدمه من أجل قتل المجاهد إنه يستخدمه كأسلوب ضغط كأسلوب ابتزاز لأجل أن يعترف ويوحي له أنه سيبقى بدون طعام حتى يموت ( فاصبر كما شئت في النهاية ستعترف واعترافك حتمي وأفضل أن تعترف اليوم من أن تعترف غداً ولن يفيدك صمودك ) .,على المجاهد أن يتذكر دوماً أن أسلوب التجويع أو الحرمان من الماء و المنع من قضاء الحاجة ليس منفصلاً في المعركة التحقيق عن الأساليب الأخرى إنه مرتبط بها فكلما صمد المجاهد و أفشل أساليب المخابرات كلما ضغطوا عليه في جانب الحرمان من الطعام و الماء وقضاء الحاجة لكي يصل المجاهد إلى حالة الإنهاك و الضعف لا تؤهله لمواجهة أساليب المخابرات بقوته وطاقته العادية.
الثاني عشر: أسلوب جهاز كشف الكذب :
تعمد المخابرات الصهيونية إلى الإيحاء للمجاهدين بأنها تملك القدرة على معرفة تفكير الإنسان ، ومعرفة الصدق من الكذب في الحديث ، وأن الكذب لا يمرر عليهم ، وأنهم يملكون جهازاً يكشف الكذب ، وأن هذا جهاز حديث ومتطور جداً ، بحيث أنه يميز نقاط الكذب في حديث أي شخص ، وهم يهددون كل من يتعرض للتحقيق بأنهم سيعرضونه على جهاز إذا أصر على الإنكار ، وأنه في حالة إذا ما أثبت الجهاز أنه يكذب ، فسيضطر للاعتراف وسيتعرض للعقاب .
وجهاز كشف الكذب هو جهاز "البلوليغراف" وهو يُستخدم كأي جهاز طبي في قياس الخصائص الفيزيائية مثل ضغط الدم ، الحرارة ، دقات القلب ، نبرات الصوت ، ارتفاعها وانخفاضها ، سرعتها وبطئها ، وقياس التنفس ، وآلية عمله تقوم على تسجيل التغيرات التي تحدث للمجاهد على مستوى النبض ، والحرارة ونبرات الصوت والتنفس خلال أسئلة الفاحص أو الخبير للمجاهد ، حيث أن التغييرات التي تزيد عن المعدل الطبيعي تُعطى ، فالإيذاء والألم ، والتعب ، والضنى والإزعاج ، والإرهاق ... كل هذه الآلام تحاول أن تغرسها في قلب المجاهد لكي تثمر في جولات التحقيق عن اعتراف هذا المجاهد ، وانهياره ، إنهم يضغطون بكل قواهم يضغطون بشكل متواصل يضغطون على الجسد لكي يُنهكه ، ولا يبقى عنده قدرة على التحمل ، يضغطون على الأعصاب لكي تنهار ولا يبقى عندها قدرة على الفاعلية ، ويضغطون على النفسية لكي تستسلم للأمر الواقع يضغطون على العقل لكي يُشل ، ويتوقف عن التفكير يضغطون على الغرائز لكي تثور ، وتبحث عن البقاء والخلاص والاعتراف.
والمجاهد الذي قدره أن يدخل هذه المعركة عليه أن يكون مؤهلاً لها على المستوى النفسي ، والعصبي والعقلي عليه أن يكون مؤهلاً لها على المستوى العقائدي ، والوعي ... ومتانة التنظيم ، عليه أن يكون مؤهلاً لها على مستوى مقومات القوة والثبات ، وقدرات التحدي والمواجهة .
الثالث عشر: أسلوب التهديد بالإبعاد:
يستخدم أسلوب التهديد بالإبعاد عند المخابرات الصهيونية مع نفر قليل من المناضلين والمجاهدين الذين يشكلون بوعيهم وإيمانهم وإخلاصهم وجهادهم خطراً شديداً على الاحتلال ، ولا يُرجى منهم أمل بالاعتراف أو المساومة أو الصمت ، فتلجأ أجهزة الأمن لاتخاذ قرار الإبعاد القسري بحقهم ، وقبل أن تأخذ الإجراءات الرسمية دورها ، تقوم المخابرات الصهيونية باستخدام هذا الأسلوب ، كأداة ابتزاز قبل أن يُصبح قرار الإبعاد قراراً علنياً عساها تجد ضالتها بطرف خيط ، ولكن من المؤكد أن المخابرات الصهيونية لم تفلح مع هؤلاء حتى الآن ، ولكن رغم فشلها معهم نتيجة لصمودهم ، إلاّ أنها ما زالت تستخدم هذا الأسلوب مع المناضلين المهمين ، خاصة ممن لهم أبناء ، فهم يستغلون عاطفة الأبوة نحو الأبناء ، ويهددون (إن لم تعترف ، فنحن لن نجبرك ، ولكننا سنعالجك علاجاً نهائياً ، سنحرمك من أبنائك ، لكي يموتوا جوعاً ويتسولوا في الطرقات ، فنكون قد ارتحنا منك وانتقمنا من أبنائك ، إننا سنرحلك إلى جنوب لبنان ولن ترى أمك ، ولا أبوك ولا إخوتك ، سنضع أسماء أهلك جميعهم على الجسر ونمنعهم من السفر ، حتى لا تراهم طوال عمرك ، وتقتلك الغربة) .إن فشل المحقق مع المجاهد في كل أساليبه ، سيجعل هذا الأسلوب الهش أسلوباً فاشلاً .
إن أي أسلوب من أساليب المخابرات الصهيونية مرتبط نجاحه بالتأثير النفسي والإيحاء بأنهما يعطيان عمقاً وبعداً للأسلوب ... أما الجهاز نفسه فهو غير مؤثر ، وإن الاستقرار النفسي وقوة شخصية المجاهد هما عدته لإفشال أي أسلوب سواء كان بسيطاً أو معقداً ، إن أسلوب جهاز كشف الكذب ، تمارسه المخابرات الصهيونية على أغلب المعتقلين السياسيين في الأرض المحتلة ، وهو أشبه بالروتين العادي الذي لا يؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسيرة صمود المجاهد وتحديه لهم ...
الرابع عشر: أسلوب تنوع الأساليب وتعدد المحققين:
وهو استخدام عدة أساليب متنوعة مع تعدد المحققين ضد حالة ما ، في فترة زمنية واحدة لإحداث مزيد من الآلام ، والإرهاق التي تفوق طاقة المجاهد لدفعه مرغماً على الاعتراف .
ويستخدم تنوع الأساليب وتعدد المحققين في القضايا الخطيرة وقضايا الأسلحة ، ومع المجاهدين الذين يشكلون مفتاح الجهاز العسكري ، ومركز تخزين الأسلحة وتنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني ففي الحالات البسيطة ، يكفي المخابرات أن تستخدم أسلوباً واحداً ، وفي القضايا المتوسطة الخطورة تستخدم أسلوباً أو أسلوبين ، أما القضايا الخطيرة والأشخاص المهمون الذين يشكون أعمدة العمل الأساسية فيستخدم معهد عدة أساليب في فترة واحدة متواصلة بحيث يشارك فيه على مدار 24 ساعة من ثلاثة أو أربعة محققين ويتناوب هؤلاء مع الآخرين لعدم فتح فرصة للمجاهد ليلتقط أنفاسه ، أو ليأخذ قسطاً من الراحة ، كأن يستخدمون مع المجاهد أسلوب الكيس والشبح والوقوف والسهر والتجويع والتضخيم ، وإحضار الأهل ووجود الشاهد والتعذيب الجسدي ، والتهديد بالإبعاد لتشكل مجموعة هذه الأساليب أداة ضغط وابتزاز وأداة إنهاك لقدرة تحمل المجاهد الداخلية ، بحيث يعجز عن مواجهة الأخطار الخارجية القادمة من العدو فيستسلم ، ويصبح إيقاع المعاناة أكبر من حجم مقومات الثبات الداخلية ، فينهار المجاهد ، وهذا ضمن الحسابات المادية والوضعية .
إن الكيس مؤذ ، والشبح مؤلم ، والوقوف متعب ، والسهر مضنِ ، والجوع كافر ، والتضخيم مزعج ، وإحضار الأهل محطم للأعصاب ، ووجود الشاهد مرهق ، والتعذيب الجسدي فتاك ، إذاً على المجاهد الذي عنده أطفال صغار أن يدرك أن هذا الأسلوب لا تستخدمه المخابرات إلاّ معه ومن يكون على مثاله ، وأن هذا الأسلوب هو أسلوب تهديد أكثر منه أسلوب تنفيذ ، هو أسلوب ضغط ابتزاز ، وأنه كمجاهد يوكل أمره إلى الله ، ولا يخشى من الطغيان ، فهو يعلم أن الأمة لو اجتمعت (على أن يضروك بشيء لن يضروك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك) ...
إنه إنسان متحرر طالما رسخت في قلبه ، أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، رزقكم في السماء ، وما توعدون ، وقدوته خيرة الصحابة عندما سألته ابنته ، ماذا تركت لأولادك قال : تركت لهم الله ورسوله .
الخامس عشر: أسلوب استغلال الجروح والأمراض والإصابات:
تسعى المخابرات الصهيونية في أقسام التحقيق في الحصول على اعترافات من المجاهدين عن طريق استخدام أقذر الأساليب لتحقيق هذه الغاية ، وقد يكون المجاهد في فترات حياته قد أجرى عملية زائدة أو عملية كلى ، وربما يكون حمل مرضاً من القرحة أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم ، وقد يكون أُصيب بحادث طرق أو عمل ، فأصبح عنده بعض الكسور في عظمه ، وربما أُصيب في معركة عسكرية بطلقات رصاص أو شظايا قنابل ، وربما جروحه لم تندمل بعد .
الموقف الإنساني يقتضي أن يسعف الجريح ، وأن يُعالج المريض ، ولكن في أقسام التحقيق ، يقتنص المحققون هذه الجوانب , ويعملون على استثمارها في التعذيب لانتزاع الاعتراف ، لذلك أول ما يبحث عنه ضابط المخابرات وهو يمارس دوره هو نقاط الضعف في البنية النفسية ، فهو يضغط عليها بشدة ، لكي ينهار المجاهد ، وإذا وجد نقاط ضعف في البنية الجسدية ، فهو يضغط عليها بقسوة ، ويمارس الابتزاز بأقصى صوره ، فإذا كان الأخ المجاهد قد أجرى عملية جراحية في حياته ، يركز المخابرات الضرب الشديد على مكان العملية ، لكي يحدث ألماً شديداً للمجاهد ، أما إذا كان مصاباً وجروحه لم تندمل ، فهو يبدأ بمسطرة أو قلم يفتح الجرح من جديد ويضع المسطرة أو القلم في داخل الجرح الغائر لكي يحدث ألماً لا يُطاق ويساوم المجاهد بين الألم ، والاعتراف ، وأحياناً يقوم برش الملح على الجرح.
السادس عشر: أسلوب الشرك:
يقوم أسلوب الشرك على خلق جو متعمد من الانفراد لعدة دقائق أو أكثر لاثنين من المجاهدين في مكان ما حيث يخبأ بالقرب منهم جهاز تسجيل للحصول على المعلومات بصورة غير مباشرة ، عندما تتأكد المخابرات الصهيونية أن اثنين من أعضاء الحركة تجمعهما روابط تنظيمية ، وأن هناك بعض الشك أنهما نفذا عمليات أو على علاقة ما بالأسلحة وأن فرصة السيطرة عليهم والحصول على معلومات بصورة مباشرة من خلال التعذيب الجسدي غير واردة ، ماذا يمكن أن يعمل جهاز المخابرات ، هل يستسلم ، ويغلق ملف القضية نتيجة عناد وإصرار الأخوة ، أم أنهم يبحثون عن أسلوب ما لتحقيق أهدافهم ؟ هنا يتقدم جهاز المخابرات لاستخدام أسلوب الشرك في أقبية التحقيق يعمد جهاز المخابرات الصهيوني إلى عزل أعضاء القضية الواحدة ، عزلاً كاملاً ، بحيث لا تتوفر لهم فرصة اللقاء أو الاقتراب من بعض ، والمجاهد في ظروف التحقيق ، يبدأ باكتشاف نقاط ضعفه ونقاط ضعف إخوته ، ويخشى أن تكتشف المخابرات هذه النقاط ، لذلك يكون حريصاً أن يستدل على إخوته لتحذيرهم ، وتذكيرهم لكي لا يؤخذوا من هذه النقاط على حين غرة.
المخابرات تدرك أنه إذا ما لم يتم ترتيب خلوة مصطنعة لاثنين من المجاهدين في جو غير مشبوه فإنهما سيذكر كل مجاهد أخاه بأن لا يعترف على الأسلحة أو العمليات أو إذا سألوه عن عملية معينة أن ينكرها ، وأن ينفي أي علاقة مع ( س أو ص) ، وبعد استجواب روتيني يتم استدعاء الأخ الآخر إلى المكتب ، ويتظاهر المحقق بأنه يحتاج قهوة ويحتاج ملفاً ، فيبدأ بالصراخ على الجندي أو على المحقق ، حيث يتظاهرون بأنهم لا يسمعون صوته هنا يستشيط غضباً ويخرج من المكتب لمحاسبتهم ، وإحضار حاجته ، حيث يخلو الجو للأخوة ، وهذه فرصتهما التي يتمنيا من الله أن يحققها لهما ، فإن تحدثا بأي شيء سيكون مسجلاً بجهاز تسجيل ، وبناء على هذه المعلومات سيتم اعتقال أخوة جدد والحصول على طرف خيط جديد .
وقد يرتب هذا الشرك في حجرات الزنازين ، حيث يوضع الأخوة في حجرتين متجاورتين وبينهما كوة صغيرة ، بحيث يسمح لهم الظرف عند ابتعاد السجان من الحديث الطويل ، وقد يستمر وجودهم في تلك الحجرات يوماً أو يومين ، وذلك راجع لمدى استفادة المحقق منهم من خلال جهاز التسجيل ، وقد يرتب هذا الشرك في غرف الإدارة حيث يتم استدعاء كل أخ على حده للقاء الصليب أو المحامي أو القاضي ، وهناك تسمح لهم الفرصة أن يلتقوا بعيداً عن أعين المخابرات ، ولكن بجوار آذانهم حاسة سمعهم ، وقد يرتب هذا الشرك في سيارة عسكرية ، حيث تحملهم وهم معصوبو الأعين ، ويستلمهم ضابط عسكري كل أخ باسمه ، وتذهب بهم السيارة والجنود في الليل إلى مناطق بعيدة تحت ساتر ترحيلهم إلى سجن حربي وفي الطريق يتم تعطيل السيارة بصورة متعمدة ، حيث ينزل الجنود ويربطون الأخوة بشكل قوي ، ويحذرونهم من الهرب ، وبينما يذهب جنود لإحضار سيارة جديدة ، يقف جندي بعيداً لحراستهم ، أو ينزل الأخوة بجوار غابة حيث يربطون بشجرة ، ويقف جندي من بعيد حارساً عليهم يأمرهم بعدم الكلام ، وكأنه يستفزهم للحديث بحيث ما إن يلهو عنهم بشيء أو يتركهم لمعاينة السيارة ، أو إحضار شيء ما ، يقتنص الأخوة غياب المحقق وابتعاد الجندي للحديث عن العمل والقضية والأسلحة ، والأخوة الذين لم يعتقلوا ظانين أنهم بعيدون عن سمع المخابرات ، وجهاز التسجيل لقد مارس ضباط المخابرات هذه الحيلة في العديد من المرات ، وكانوا ينجحون في الحصول على المعلومات في اعتقال أخوة جدد بناءً على هذه المعلومات ويواجه هؤلاء الأخوة في أقبية التحقيق بمعلومات دقيقة ، عن الأسلحة المخزنة عندهم أو عن العمليات التي شاركوا فيها ، وعن دورهم في العمل العسكري ، وقد يرتب هذا الشرك من خلال المحقق نفسه الذي يمثل دور معتقل ويرتدي زى السجن ويضع الكيس على رأسه ، والقيد البلاستيكي في يديه من الخلف ، ويقف بجوار أحد الأخوة ، وبعد دقائق يحضر الأخ الثاني ويتم إيقافه من قبل الجندي –كأنما بالخطأ- بجوار زميله ، وعندما يوقفه يسأله بصوت منخفض اسمك؟ فيجيب الأخ أحمد ، ويذهب الحارس ، حيث يجد الأخ الأول ضالته ويبدأ الحديث مع أخيه لضبط عملية التحقيق وتوجيهه لعدم الاقتراب من دوائر خاصة جداً حيث يكون المحقق قد سمع هذا الحديث وحصل من الأخوة على المعلومات التي يحتاجها .
على المجاهد وهو يواصل معركة جهاده في أقبية التحقيق ألاّ يغفل عن جوهر صراعه ، وعن طبيعة عدوه وعن الكثير من أشكال الشراك التي يمكن أن تنصب له ولأخوته ، وألاّ يخدع كما خُدع الذين من قبله ، وأن يضيع الفرصة على المحقق ويفشل أسلوبه ، وعليه أن يُحذر إخوته من الحديث والثرثرة ، والغفلة عن ذاتهم ، وعليه أن يذكر أن غياب المحقق كشخص لا يعني غياب أجهزته ، وأن هذه اللقاءات التي يمكن أن تحدث ليست وليدة بالصدفة ، بل هي متعمدة ومقصودة لأجل الحصول على مزيد من المعلومات ، ولا يسقط في هذا الشرك إلاّ المتهورون الانفعاليون الذين يفكرون بعاطفتهم ، فعندما يلتقي أخ مع أخيه في أي ظرف من هذه الظروف عليه أن يضبط نفسه وأن يتعامل بشكل طبيعي كأنه يجلس مع غريب ، وعلى المجاهد اعتماد الإشارات في مخاطبة زميله وأن يعتمد على إشارات النظر لآخر يواصلون الطرق الشديد على باب الزنزانة حتى يخرج منها وهو منهك جاهزاً للاعتراف ، كما يظنون.
على المجاهد أن يدرك أن الزنزانة بحجمها وشكلها وأرضيتها وإحضار الكلاب البوليسية والأفاعي والطرق على الباب كل ذلك أساليب يستخدمها المحقق للنيل من إرادته ولإرهاقه وإجباره على الاعتراف على المجاهد في هذه الساعات والأيام التي يقضيها في هذه الغرفة الصغيرة أن يفكر في الله ورسوله والصحابة ، وعليه أن يقتل الوقت بالتسبيح وذكر الله وتلاوة القرآن ، عليه أن لا يفكر بذاته وأهله وحياته الشخصية ، أن يعتمد على الله فاصبر لأمر ربك ولا يستخفنك الذين لا يوقنون .
السابع عشر: أسلوب التنقل بين السجون:
يستخدم جهاز المخابرات الصهيوني أسلوب التنقل بين السجون مع الأسرى المجاهدين الذين يستعصون على ضباط المخابرات ، وتوجد أدلة وقرائن تثبت أن لهم مسؤولية أو دوراً أو مشاركة في العمل بالجهاز العسكري فالمحققون وهم في العادة طقم كامل ، عندما يعجزون عن انتزاع الاعتراف بالقوة من هؤلاء الأخوة يلجأون إلى التهديد والتلويح بالسجن الحربي ، وسجن صرفند ، وذلك لتغيير المكان والأجواء ، والمناخ ، والمحققين ، ووضع المجاهد في جو من الرهبة ، والهلع من السجن الحربي ، ولكن ما الفرق بين السجن الحربي والسجون العادية؟ هل بالإجراءات المظهرية التي يحاول جهاز المخابرات الصهيوني اصطناعها لغرس الرعب في قلوب المجاهدين ، إن سجون العدو الصهيوني جميعها بدون استثناء سجون حربية عسكرية وأساليب التعذيب التي تمارس فيها نسخة مكررة لمدرسة عنصرية إرهابية نازية واحدة ، هي مدرسة المخابرات الصهيونية . إن السجن الحربي لا يختلف عن باقي سجون العدو حتى يخشاه مجاهد يتلو (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين) لأنتم أيها المجاهدون بصبركم وصلابتكم وتحديكم أشد رهبة في صدورهم ، فعلى المجاهد أن يعرف وهو يواجه هذا الأسلوب أن المحققين فشلوا وعجزوا ، وأنه قطع ثلاثة أرباع طريق الخلاص والثبات ، ولم يبق أمامه إلاّ الربع الأخير ، والفرق بين النصر والهزيمة صبر ساعة ، فلينقلوا المجاهد إلى الحربي وإلى صرفند ، وإلى أي مركز تعذيب ، فالأمكنة والوجوه الجديدة لن تغير من حقيقة ، (إنما ذلك الشيطان يخوف أولياؤه ، فلا تخافوهم وخافون أن كنتم مؤمنين) .
الصمود في اللحظات الأولى لن تؤثر في معنوياته ، هذه الطريقة من التعذيب ، وبذلك يفشل المحقق مرة ثانية ويتنصر المناضل الذي رفض الاعتراف .

الثامن عشر: الحرمان من النوم والوقوف المستمر:
ويُعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي ترافق المجاهد ، طوال فترة وجوده في أقبية التحقيق سوى بعض التسهيلات التي تُعطى في فترات متقطعة للذين يقدمون اعترافات كاملة ، ويدلون بمعلومات.
فالمجاهد من لحظة اعتقاله ودخوله أقبية التحقيق ، وبدء التحقيق والتعذيب معه ، يتم توقيفه بأغلاله ووجهه مقابل جدار ، ويبعد عن الجدار بمقدار 30 سنتمترا وطالما هو واقف فهو يقظ ولا ينام ، وقد يستمر وقوفه لأيام طويلة ، والنوم مرتبط بهذا الوقوف ، إن الوقوف المستمر على القدمين ، يؤدي إلى إرهاق الأعصاب ، وعدم تحمل القدمين ثقل الجسم ، حيث يُحبس الدم في القدمين نتيجة لعدم الحركة ، وهذا يؤدي إلى انتفاخ القدمين وتورمهما بحيث أن الحذاء بعد أيام لا يعود يتسع لهما
إن هذا الإرهاق العصبي للمجاهد متعمد ، وكلما طال أمد الوقوف زادت نسبة الإرهاق وزاد الألم بحيث إذا صمد المجاهد في الأيام الأولى رغم قساوة الألم ، فإنه يحتاج إلى شجاعة أكبر وصبر أعمق ، كلما زادت فترة الوقوف ، وكما يحتاج الإنسان للهواء لكي يعيش فهو كذلك يحتاج للنوم ، إن النوم ضرورة من ضروريات الحياة ، لذلك تستخدم المخابرات الصهيونية في معركة التحقيق كل ما تستطيع من أساليب لإجبار المجاهد على الاعتراف ، فيأتي الحرمان من الجلوس والحرمان من النوم ليضغطا عليه بقسوة مطردة ، وضغط السهر والوقوف يؤثران تأثيراً سلبياً داخلياً على أعصاب المجاهد ، ونفسيته ، إنهما يؤثران على إرادته من الداخل ، بينما المحقق يواصل ضغطه من الخارج ، ليلتقي الضغط الداخلي والخارجي حول هدف واحد ، وهو كسر إرادة المجاهد وتحطيمها ، فإذا كان المجاهد قادراً على الصمود والصبر أمام ضغوط المحقق الخارجية ، لأنه أمام عدو واضح صريح مكشوف فإن قدرته تقل وهو يواجه ذاته من الداخل . إن النوم يواجهه كل لحظة ، وهو يتمنى أن ينام ، ولكن كيف يمكن أن ينام وهو واقف ، وخلاياه العصبية أوشك على الذبول ، بحيث أن قدميه أصبحتا تتخدران ، فإذا نام هو لا يستطيع إرادياً التغلب على النوم سيجد نفسه وقد سقط أرضاً ، بينما تنهال سياط الجندي الحارس الذي يلاحقه برش الماء البارد على مؤخرة رقبته .

















مصائد العملاء داخل سجون الاحتلال
سلسلة دراسات التربية الأمنية
العصافير
مصائد العملاء في سجون الاحتلال
بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) (النساء:71)
صدق الله العظيم
مصائد العملاء في السجون (العصافير) 00 أساليب خادعة في انتزاع المعلومات
يتعلق الموضوع هنا بالصراع القائم بين العدو الصهيوني،المتمثل في جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك" ، و بين المجاهد الذي يقع في الأسر ، حيث يخضع لجولات تحقيق مختلفة الأشكال ،من أجل انتزاع اعترافات ومعلومات من هذا المجاهد أو ذاك ،حيث تنقسم هذه المواجهة إلى قسمين رئيسيين :
1- المواجهة المباشرة مع ضابط التحقيق ،والتي تدور داخل مكاتب التحقيق .
2- وهو الأخطر ،وهي المواجهة غير المباشرة ،حيث يستخدم ضابط المخابرات بعض العملاء للقيام باستدراج المجاهد المعتقل ، وأخذ واستدرار معلومات كاملة منه ،وهؤلاء العملاء يسمون "العصافير "أو "الصراصير "، وهذه الظاهرة "العصافير " هي الأشد خطراً وفتكاً بالمجاهدين و المقاومين أثناء مرحلة التحقيق ،
وتعتبر أهم مرحلة من مراحل التحقيق وأخطرها ، حيث أن معظم وأغلب الاعترافات تؤخذ عند هؤلاء العصافير ، الذين يقومون بدور خفي وخطير جدا،
من خلال تنفيذ دور الشرفاء والمخلصين عبر تمثيليات مسرحية يقومون بتمثيلها على المجاهد المعتقل ، حيث أن هذه المصائد والمخادعات تنطلي –للأسف الشديد-
على أغلب المجاهدين و المقاومين المعتقلين .
ويمكن القول أن 90% من الاعترافات في التحقيق تؤخذ عن طريق هؤلاء الحثالة من العملاء " العصافير" ، وسنتكلم هنا بإيجاز عن بعض أشكال مصائد العصافير،
ولكن قبل الحديث عن العصافير سنذكر ببعض الأمور الواجب معرفتها مسبقاً قبل الخضوع بالتحقيق المباشر مع ضابط المخابرات أو المحققين للحذر منها مسبقا:
1- قضية البلفون أو الجوال الخاص بالأخ المعتقل، حيث أن المخابرات تحرص على أخذ ومصادرة البلفون الخاص بالمجاهد أثناء عملية اعتقاله، حيث يقومون بتسجيل أرقام التليفونات الموجودة في الشريحة، والتحقيق بشكل دقيق حول أصحابها، وإن كانوا من الجهاز العسكري فيجب التنبه والإدراك أنهم يعرفون مسبقا بعض أرقام البلفونات الخاصة بإخوة يعملون في الجهاز العسكري، مما يضع المجاهد المعتقل في موقف ضعيف في التحقيق، فضلاً عن إمكانية قيام الصهاينة بتسجيل بعض المكالمات التي قمت بها أو استقبلتها، فتجدها أمامك كشاهد عليك .
2- إبهام الأخ المعتقل بأن القضية كلها مكشوفة بتفاصيلها ، ومخاطبته في إطار العموميات، وكأنهم كل شيء .
3- ينقسم ضباط المخابرات إلى قسمين أثناء عملية التحقيق، أحدهما يمثل دور الصديق و الحريص عليك و الذي يكثر من الحديث المطول و الحوار المستفيض مع المعتقل وخاصة قي قضية تهم المعتقل فكرياً وفي ظل ادعاءات ومزاعم باطلة بأنه حريص عليه ومستعد لكتابة تقرير إيجابي عنه مع ملف القضية يحسن وضعه في المحكمة فيما يمثلا الآخر دور الشرير العنيف .
4- التركيز على قانون " تامير " وأنه سوف يحاكم إذا أصر على إنكار ومن الأفضل له الاعتراف لأن ذلك يخفف عنه الحكم .
5- لعمل على تضارب أقوال أبناء القضية الواحدة وإيهام كل واحد منهم أن باقي مجموعته قد اعترفوا كاملاً ولا جدوى منم إنكاره وأن إنكاره – فقط – يعذب صاحبه ، ويبقيه في التحقيق مشبوحاً على الكرسي دون فائدة بسبب عنادك أنت .
6- إيهامه بأنهم على غير عجلة من أمرهم ، وأنه سيبقى في التحقيق ستة أشهر حتى يعترف بعد طول عناء وتعب حيث يكون مصيره في النهاية الاعتراف .
7- تحذيره بأن كل قضية تقع في مستقبلاً وكان يعلم في التحقيق بها سوف يحاكم عليها .
وبادئ ذي بدء يجدر التعرف على بعض أشكال مصائد العصافير :
* العصافير: في الزنازين بين أربعة الأشكال :
الشكل الأول : حيث أن المجاهد المعتقل بعد أن تمضي عليه فترة من الوقت داخل غرف التحقيق و المواجهة المباشرة يتم إنزاله إلى الراحة أو النوم داخل زنزانة وغالباً ما يكون ذلك آخر أيام الأسبوع يومي الجمعة أو السبت حيث يكون العميل موجوداً داخل هذه الزنزانة أو يأتي بعد دخول المجاهد إليها بوقت قصير وليس المهم أن يأتي بل المهم أن تجتمع أنت وإياه داخل الزنزانة حيث يمثل دور مجاهد معتقل مثلك وأنه نازل من التحقيق للراحة وتبدو عليه آثار التعب والإرهاق و السهر مثلك تماماً بحيث لا تستطيع تمييزه من حيث الشكل بأنه مرهق فعلاً ويبدأ هذا العميل " العصفور " بالحديث بأمن له مدة كبيرة في التحقيق لم يعترف على شئ وأنه سوف يفرج عنه قريباً وقد يكون غداً وإنه مستعد للمساعدة بحيث يقوم بتوصيل أخبارك للأهل وباقي أفراد مجموعتك في الخارج وإذا أردت أن تحذر أفراد مجموعتك في أمور معينة أو ما شابه من هذا الحديث أو يعرض عليك جهاز بلفون كي تتحدث به مع أشخاص يخصونك في الخارج ويدعي أنه هرب هذا الجهاز أو دخل معه عند الاعتقال ولم يتم تفتيشه جيداً يوقع بك ويسمعك ويسمع ما تريد أن تقوله ثم يقوم بنقل ذلك إلى المخابرات .
الشكل الثاني : العميل الذي يكون معك في الزنزانة ولا يتحدث بشيء ، ودائماً ما يكون نائماً حتى تضطر أنت الحديث معه وهو غير مبال لإيهامك بأنه غير مهتم بكل ما تقوله ، مما يدفعك للثقة به والاسترسال في الحديث معه حول قضيتك .
الشكل الثالث : العميل الذي يحاول الحديث معك حول قضيتك بكل أسلوب ومحاولة معرفة التفاصيل وهو دور معروف لكن الخطير في الأمر أنه بعد أن يجلس معك ينتقل إلى زنزانة أخرى مع أحد أفراد قضيتك ويقول له كان معك في الزنزانة و أن ابن قضيتك قد اعترف بكل شئ ويحدثه ببعض العموميات حول القضية وهذا أخطر ما في الموضوع حيث يوهمك بأن أبناء القضية قد اعترفوا بكل شئ ولا داعي للصمود .
الشكل الرابع : العميل " العصفور " الذي يمثل دور الناصح الأمين حيث يقوم بتحذيرك من العملاء " العصافير " وضرورة عدم التحدث عن قضيتك و أهمية ألا تكتب شيئاً عنها ويشرح لك بشكل مطول حول العصافير و وأنك الآن في المرحلة التي تسبق ذهابك إلى " العصافير " وبعدها سوف تخرج إلى السجن الحقيقي ويشرح لك عن السجن الحقيقي وأن به شاويش مردوان وأميراً للقسم موجهاً أمنيناً أو أميراً أمنيناً أو ما شابه ، في الحقيقة فهو يشرح لك عن المردوان " العصافير " الذي يتواجد به العملاء وأن هذه المرحلة تهيئة لك وتجهيز ليس إلا وهو دور حقيقي يمثل خطورة كبيرة .
* "العصافير " في أقسام المعتقلين :
حيث توجد عدة غرف ويكون بها عدد من المعتقلين قد يبلغ العشرات ، ينقسم إلى قسمين يتم إبلاغ المجاهد إنه قد أنهى مرحلة التحقيق وسوف ينقل للأقسام الآن و التي تكون أقساماً للعصافير على شكلين :
الشكل الأول : أن يكون معظم سكان القسم من العملاء " العصافير " حيث تذهب إلى غرفة داخل القسم معظم سكانها من عملاء " عصافير " يمثلون دور سجناء قدماء داخل السجن بأشكال توحي بأنهم وطنيون وقد يكون معظمهم ملتحين ويقرأون القرآن بشكل جيد ويمثلون دور العابدين ويصومون النهار ويقومون الليل ويتسمون بأسماء إسلامية لها تاريخ مثل أبو صهيب و أبو حمزة وما شابه ويقوم أحدهم بتمثيل دور الأمير للتنظيم و آخر دور موجه الأمني وثالث أمير مجلس الشورى .. الخ ، حيث يمثلون دور التنظيم ويقوم موجه الأمني بالطلب من الأخ المجاهد المعتقل الجديد أن يكتب تقريراً أمنياً كما جرت العادة داخل السجون حيث يكتبون له أسئلة تكون معظمها عن معلومات لم يعترف عليها وأسرار تنظيمية وعن شبهة الخسارة داخل التحقيق KH أي كم أخذوا "المحققين" من في التحقيق وعلى كم اعترفت 5% أو 10% أما إذا كانت هناك أشياء أخرى لم تعترف عليها وعن مجموعات السلاح وما شابه ذلك ويعني عن كل ما يخفيه الأخ المجاهد وتبحث عنه المخابرات إذا لم يتعاطى الأخ المجاهد معهم يقومون بتهديده أو معاقبته بالمقاطعة وعدم الكلام مثلاً وعزله عن باقي السجناء و تهديده بالتحقيق لأنه عميل و التهديد بالتشفير ، أي ضربه بالشفرة في وجهه أو حتى التهديد بإعدامه ويمارسون عليه دور الإرهاب و التهديد والوعيد وإنه مدسوس عليهم وهذا مجرد تهديد فحسب ولا ينفذون أي شئ من ذلك .
الشكل الثاني : أن يكون معظم القسم الذي يسكنه السجناء من السجناء الشرفاء ، حتى ممن يعرفهم المجاهد المعتقل داخل وأثناء التحقيق و الزنازين أو حتى بل يكونون ممن يعرفهم خارج السجن مما يكسب الثقة والطمأنينة في النفس حتى يدخل المجاهد المعتقل داخل غرفة كل أفرادها شرفاء حيث يكون منهم أميراً للغرفة وآخر موجهاً أمينا من الشرفاء ولكن يكون العملاء فقط من الذين يعملون في النظافة داخل القسم ويوزعون الطعام ويأخذون الأوراق و الرسائل و التقارير الأمنية من شخص إلى آخر ومن غرفة إلى أخرى ، وهنا يضغطون عليه وحتى يهددونه ببعض التهديدات إن لم يلتزم بطلبات التنظيم وخصوصاً الموجه الأمني الذين عادة ما يطلب منه كتابة تقرير أمني وهذا هو أخطر أسلوب حيث إن الشرفاء يقومون بدور العملاء من حيث لا يعلمون مما يسهل الانخداع بهم و السقوط في مصائدهم ويتولى عمال النظافة " العصافير "الذين يقومون بتوزيع الطعام ونقل الرسائل ونقل التقارير إلى ضابط المخابرات مباشرة وليس إلى التنظيم ثم يقوم المخابرات لجولة تحقيق أخرى يقومون فيها بمفاجأته بالتقارير.
الشكل الثالث : هو الشكل السهل حيث يكون معظم الموجودين في الغرف من العملاء وقد تكون هناك غرفة أو اثنتين بعدد غير كبير وهذا الشكل يعمل على كشفه لك لإيهامك أنك ذهبت ومكثت عند العصافير وأنهيت قضية العصافير برمتها تمهيداًُ لإيقاعك في الفخ ويمكن الاستدلال بتجربة العصافير في معتقل مجدو و مجدو هو سجن أو معتقل عسكري في شمال فلسطين وهو عبارة عن عدة أقسام بعضها من الخيام والأخرى من الغرف ، حيث يتم نقل الأخ المجاهد إلى أحد الأقسام في المعتقل حيث يكون معظم نزلاء القسم من العملاء الذين يستخدمون واحد من أسلوبين :
الأسلوب الأول : تدخل إلى القسم الذي يتواجد به عدد من المعتقلين على رأسهم شاويش القسم الذي يتعامل مع الإدارة ويتحدث معها حول الأمور وحاجيات القسم ، أمير القسم و الموجه الأمني الذي يمثل الدور الحرب ويخاطبك بأن فترة الموقوفين حساسة ولا يجب الحديث فيها عن قضيتك أو تنظيمك أو الحديث عن الفكر السياسي ويحذرونك من كتابة أي شئ حول قضيتك وأن ذلك ممنوع منعاً باتاً وأنه يسمح لك فقط بالحديث – فقط – مع الأمير القسم دون الكتابة وذلك من أجل تسوية قضيتك أو محاولة وضع الأخوة في الخارج في الصورة ليقوموا بدورهم بتصحيح الخلل الذي حدث وإنقاذه وقد تجلس عندهم أكثر من عشرة أيام وتأتيك منه ( الموجه الأمني ) رسائل تنظيمية عن طريق الشاويش القسم ، على شكل كبسولة مختومة بخاتم حماس مثلاً أو غيرها حسب التنظيم الذي تنتمي إليه ، تطلب منك الحديث مع شاويش القسم حول قضيتك وتفاصيلها .
الأسلوب الثاني : حيث يكون معظم القسم من العملاء الذين يجلسون حلقات للحديث ويبدأ كل واحد منهم في الحديث عن قضيته وتدور معظم الأحاديث حول القضايا تشبه أو تماثل قضية المجاهد المعتقل الجديد مما يساعد على جره وتشجيعه على الحديث في قضيته وكشف الأسرار ومعلومات عنها .
وهناك شراك تنصبها المخابرات للمجاهد المعتقل تكون مثالية ومتتابعة مثلاً شركين أو ثلاثة شراك و تتعمد المخابرات كشف هذه الشراك للمجاهد المعتقل حتى يعتقد أنه مر بالمصائد واجتاز أسلوب العصافير ثم ينصب له شرك رابع محبوكاً بإتقان يقع فيه المجاهد بعد أن ظن إنه قد تجاوز شراك العصافير في المرات الثلاث الأولى فالمخابرات لا تكتفي بشرك أو اثنين فقط وهذه الأساليب متطورة وتتبدل وتتغير وتتجدد باستمرار بحيث لا تبقي المخابرات على أسلوب واحد لذلك يجب افتراض وتوقع كل شئ وليس أفضل من الصمت .. الصمت .. الصمت .
ويجدر بالأخ المعتقل التنبه إلى ملاحظة مهمة جداً وهي أنك اكتشفت العملاء العصافير فالأصل ألا تشعرهم بأنك عرفتهم وكشفتهم بل عليك توهمهم بأنك انخدعت بهم ويمكنك أن تعطيهم معلومات مضللة بحيث توصل – عن طريقهم – للمخابرات معلومات تخدمك وتبرئك أما إذا شعروا بأنك قد اكتشفتهم فسيقومون بعمل شرك آخر لك .
وهناك شرك آخر قد يواجه المعتقل . فقد تدخل الزنزانة وتجد بها شخصاً عميلاً يمثل دور معتقل مرهق جداً وأنه قد أنهى كل جولات التحقيق ويريد أن ينام ولا يريد الحديث مع أي شخص وأن له مدة طويلة في التحقيق الأمر الذي يوحي للأخ المجاهد بأنه صادق ومسكين فيبادر بالسؤال عن التحقيق ومراحله وهنا يتثاقل العميل في الإجابة لأنه مرهق ولا يريد الحديث مع أي شخص ويقول للمجاهد المعتقل بعد سؤاله عن المدة التي قضاها في التحقيق وجولات التحقيق أنه لم يبق لك سوى جولة واحدة وهي جولة العصافير ثم بعدها تخرج إلى السجن عند الشباب والسجناء القدماء ويقوم بتحذيرك من العصافير بل ويشرح لك طرق عملهم وعندما بذهب المجاهد المعتقل عند العصافير يكتشفهم بسهولة نتيجة لتحذير هذا العميل داخل الزنزانة ثم يخرج لجولة تحقيق عند المخابرات حيث يقولون له " صحتين " إنك كشفت عملائنا ، عندها يقولون له الآن انتهى التحقيق معك سوف تذهب إلى السجن وهذا هو الشرك الحقيقي وتكون مرحلة التي سبقتها توطئه للشرك الأخير .
هناك أسلوب حديث يستخدمه العملاء وهو استخدام البلفونات والاتصالات بعد أن انتشرت هذه البلفونات داخل السجون بشكل مهرب وغير قانوني حيث يطلب العملاء من المجاهد المعتقل الجديد أن يتصل بمن يعرفهم في الخارج وبأفراد مجموعته حتى يحذرهم ويخبرهم بأمره ويطلعهم على حاله .
إرشادات عامة حول قضية التحقيق و العصافير :
1. يجب التركيز على عدم الاعتراف حتى لو أوهموك أن القضية مكشوفة وأن أبناء القضية قد اعترفوا بكل شئ ولا يغرنك تحدثهم ببعض العموميات عن العمليات التي تتهم بها المجموعة .
2. الإحاطة علماً بان التهديد بقانون " تامير " غير صحيح وعلى المجاهد المعتقل اليقين بأن عدم الاعتراف يفيد جداً في تخفيف الحكم
3. أن دور الصديق و الشرير الذي يقوم به المحققين يجسد مسرحية مكملة لبعضها البعض فكلهم يعمل من أجل هدف واحد وهو سحب الاعتراف وتحطيمك أنت وتنظيمك .
4. التأكد أن التحقيق بأغلبه يعتمد على العامل النفسي أكثر من الجسدي .
5. عدم الالتفاف لما قد يقوله لك المحقق من عبارات تستهدف خداعك مثل : "اصمد يا بطل أيام و أسابيع ، أنهم سوف يقولون عنك بطل في صمودك ولا لوم عليك إن اعترفت بع هذه المدة "
6. لا يعني مواجهتك بابن قضيتك واعترافه أمامك نهاية المطاف وأنه لابد من الاعتراف وهنا يجب الصمود وعدم الاعتراف وهذا أمر واقع وليس مستحيلاً وهناك نماذج من المجاهدين أصحاب الهمم العالية سطرت أسطورة في هذا المجال وصمودك يفيدك أنت وابن قضيتك .
7. عليك أن تدرك أنك خاضع للتحقيق في كل فترة الزنازين وأن كل الخطوات التي تتم معك ليست صدفة وأن من تقابلهم في الزنازين ليسوا صدفة وأنهم في أوج التحقيق بعد 3 –5 أيام من الشبح على الكرسي ينزلوك إلى زنزانة انفرادية لوحدك فترة قد تصل إلى عشرة أيام لوحدك حتى تشعر أنك تحتاج للحديث مع أي شخص يأتي عندك وحينها يأتوا بعميل " عصفور " يدخل معك الزنزانة فيكون اندفاعك للحديث بشكل كبير ويمكن القول أن معظم من يأتون في فترة الزنازين يكونون من العصافير .
8. إن التنظيم الحقيقي داخل السجن لا يطلب من أحد أية معلومات لم يعترف بها عند المخابرات نهائياً ولا تحت أي ظرف أو مسمى .
9. إن عبارات الاتصال بالأخوة في الخارج من أجل إصلاح الخلل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقليل الخسائر وتحذير الأخوة لتقنين الربة كلها عبارات مخابراتية لا يستخدمها إلا العملاء من العصافير .
10. أن العبارات التهديد التي تستخدم ضد المجاهد المعتقل مثل معاقبتك ووضعك تحت الحالة الأمنية وبأنك مدسوس علينا وسوف نحقق معك أو التهديد بالقتل أو الضرب أو التشفير لا يمكن أن يستخدمها التنظيم الحقيقي إنما هي عبارات كلها من صنع العصافير العملاء .
11. وهي ملاحظة مهمة حيث إن الرغبة الكامنة في نفس الأخ المعتقل داخل الزنازين و التحقيق لإكمال مشواره الجهادي و العسكري والاستمرار في العمل العسكري وتعويض ما خسره في التحقيق تجعله يقع فريسة سهلة في شباك العصافير العملاء من خلال عرضهم عليه المساعدة والاتصال بالخارج وإكمال العمل وتعويض الخسائر وهنا شر البلية ولذلك يجب أن يعلم الأخ المجاهد أن وقوعه في الأسر قد أنهى كل أشكال العمل مع إخوانه في الخارج وإنه يعيش واقعاً جديداً ومرحلة جديدة تستلزم السرية التامة وعدم محاولته الاتصال بالخارج تحت أي ظرف وخاصة أثناء التحقيق .
12. من اللافت الانتباه أن بعض الأخوة الذين يملكون بعض المعلومات عن العصافير ينبهون للشكل وليس للمبدأ وحيث يكونون حذرين إزاء شكل وأسلوب محدد من أشكال و أساليب العصافير فإذا تغير الشكل وقعوا بسهولة فريسة لهم وهنا لابد من تعليم الأخ مبدأ وليس الشكل ، وهو السرية التامة وحجب المعلومات بشكل كامل عن أي إنسان تحت أي مسمى أو هيئة .
13. أن من يخدعون من الأخوة ويقعون فريسة سهلة للعصافير العملاء يخدعون بسبب قيام هؤلاء العملاء بإتيانهم والحديث معهم باسم التنظيم أو مجلس شورى الحركة أو الأمير العام وما شابه ذلك حيث يقود احترام الأخوة المجاهدين لهذه المسميات عن جهالة للوقوع في حبائل العملاء بكل سهولة وهنا نقول بكل صراحة أن التنظيم داخل السجن وكل مؤسساته لا يطلب على الإطلاق أية معلومات سرية لدى الأخ لم يعترف عليها عند المخابرات .
14. إن الهالة والتضخيم التي تنسج حول شخصية رجل المخابرات أو المحقق هالة مصطنعة من أجل بث الرعب و الخوف في نفس المجاهد ليكون ضعيفاً أثناء المواجهة مع ضابط المخابرات والمحقق أثناء جولات التحقيق و الحقيقة أن رجل المخابرات هو عبارة عن موظف مدرب على الخداع فقط يكون همه – في نهاية المطاف – العودة إلى البيت و الزوجة بعد أن يقضي ساعات عمله اليومي .
15. لابد من التنويه أنه يوضع أجهزة تنصت داخل الزنازين أو في فتحات ( فتحات التهوية ) التي تكون على هيئة شبابيك بين الزنازين فليكن المعتقل على حذر من ذلك .
16. عدم الانجرار وراء الأساليب الحرب النفسية التي تمارس ضدك فقد تسمع أثناء وجودك في مكاتب التحقيق أو الشبح على الكرسي أصوات ضرب وصراخ وطرق أبواب بصوت عال جداً وهذا كله مصطنع لبث الخوف و الرعب في نفس السجين وليس له رصيد من الحقيقة و الواقع .
17. وقد يهددونك إذا لم تعترف باستخدام التحقيق العسكري وهذه أكذوبة لأنك خاضع للتحقيق العسكري من أول لحظة تطأ فيها مكان التحقيق .
18. قد يخرج المجاهد المعتقل أثناء مكوثه عند العملاء العصافير لمقابلة المحامي أو الصليب فلا يجوز أن يعتبر ذلك عامل ثقة ويعتقد خطأ أنه موجود عند سجناء شرفاء .
19. وهي نصيحة غالية جداً ومهمة للغاية فإذا اعتقل أحد أفراد مجموعتك أو أي شخص تربطك به علاقة تنظيمية فمن الخطأ القاتل أن تعول على صموده وأنه لن يعترف عليك وعليه تتصرف بشكل طبيعي وتتحرك على الحواجز جيش الاحتلال وكأنه لا شئ عليك وتنام في بيتك وتذهب إلى عملك بشكل طبيعي وهنا الطامة الكبرى التي نحذر بشكل كبير منها حيث يجب التحرك و العمل منذ اللحظة الأولى على أساس أن الأخ المعتقل اعترف بكل شئ وأنك قد أصبحت مكشوفاً ومطلوباً لقوات الاحتلال ومخابراته وهذا الحذر يجب أن يبقى ملازماً لك لفترة طويل تصل إلى عدة اشهر وليس أيام أو أسابيع حتى تتأكد من الأخ المعتقل لم يعترف عليك ولا يأتي ذلك إلا بعد عدة أشهر حتى يثبت أنه في سجن طبيعي ويتصل بك إحدى الطرق والأساليب ويطلعك على طبيعة قضيته .
20. عدم الانخداع بما تلجأ إليه المخابرات في التحقيق من أشكال وأساليب مختلفة ومنها تخويف المجاهد بجهاز كشف الكذب ويتمثل في وضع المجاهد على جهاز تسمه المخابرات جهاز كشف الكذب وهو عبارة عن الجلوس المجاهد على كرسي ويقوم المحقق بوضع جهاز شبيه بجهاز فحص الدم وكذلك بشبك أسلاك في أطراف الأصابع وقبل الفحص بيوم يعطيك المحقق أسئلة خاصة بقضيتك لتقوم بدراستها بشكل جيد ثم يقوم بتوجه الأسئلة لك في اليوم التالي لتقوم بإجابة عليها بعد أن يصور لك دقة هذا الجهاز ومصداقيته وعظمته ويمجد به كثيراً وهذا الجهاز يعطى إشارات لتوترات العصبية وإفرازات العرق ودائماً بشكل مقصود يعطي صفة الكذب للمجاهد لذلك يجب عليك أخب المجاهد تحريك أي جزء من جسمك بدون أن يلاحظ المحقق وبعد العرض على الجهاز يتم نقل المجاهد إلى غرفة التحقيق ليواجه المحقق بشكل عصبي بأنه كذاب وما ذلك إلا خدعة حتى يقتنع المجاهد وتنطلي عليه حيلة كشف الكذب وأنه لا مجال إلا قول الحقيقة.
21. توقع وجود أجهزة تنصت في أي مكان تجتمع به مع ابن قضيتك ( زنزانة أو غرفة ترحيل أو عيادة أو بواسطة أو مكتب أو غرفة المحامي أو الصليب أو الزيارة ) فيجب الحذر وعدم الحديث .
22. نتيجة لإنكار بعض الأخوة لاعترافاتهم أمام العصافير لجأت المخابرات إلى جعل بعض المحققين ملثمين في الغرف " العصافير " بدعوى أنهم من اللجنة الأمنية للتنظيم فيقوم المعتقل بالاعتراف دون معرفتهم ثم بعد اعترافه يقومون بكشف اللثام عن وجوههم حتى لا يستطيع المعتقل الإنكار .
وفي الختام تبقى الملاحظة الأهم : وهي أن المعلومات السرية أمانة لا يجوز التفريط فيها لا شرعاً ولا تنظيماً لأي شخص كان مهما كان شكله أو صفته أو صورته أو لقبه وكل من يفرط فقي هذه الأمانة فهو متجاوز لحدود الشرع وللأسف ومع كل ما ينشر ويتداول من دراسات وتوعية فإنه يسقط في شراك العملاء " العصافير " كثيراً من المثقفين و الأطباء و المشايخ و القادة المعروفين وكذلك بعض السجناء القدماء المجربين إذ تجد أن أحدهم قد قرأ دراسة أو تحذير لهذا قبل يومين من اعتقاله لكنه سرعان ما يقع فريسة سهلة في حبائل العملاء وكأن شيئاً لم يكن ,, فما السبب يا ترى ؟ هل لدى العملاء سحراً يسحرون به الناس ؟ أم إنه حب الظهور و الرياء و الاستهتار بمصير الآخرين وحب النفس ؟ أسئلة كثيرة لها جواب واحد فقط يعرفه الجميع .لهذا يجب أن يبقى شعاري كمجاهد أنه ليس لأحد أن يطلع على سري وحتى لو كان أكبر مسئول تنظيمي مادمت أنا في السجن








فلسفة المواجهة ...
إذا تسلح الأخ المجاهد بسلاح الإيمان والوعي وسرعة البديهة فان لكل أسلوب متبع خلال التحقيق أو عند العصافير طريقة للمواجهة يمكن للأخ المجاهد أن يبتدعها مباشرة فهو في معركة حقيقية تحتاج إلي إمعان فكر وتخطيط دقيق لكل ردة فعل أو اختيار طريقة لمواجهة هذا الأسلوب أو ذاك ، ومن هذا المنطلق فان تقدير طريقة المواجهة يرجع إلي الأخ المجاهد نفسه فهو الذي يقرر كيف سيواجه ولكننا سنشرح بعض النقاط التي من الممكن أن تساعد في تجاوز مخططات المحققين وتتلخص هذه النقاط في التالي :
1-إذا كان الصمت هو الحل الأمثل لتفويت الفرصة وإفشال كل المخططات فان بعض المواقف تحتاج إلي شجاعة لمواجهتها ولا بد للأخ المجاهد أن يمتلكها فمثلاً تهديد العملاء بإصابتك أو قتلك أو ضربك بالشفرة أو التشهير بك بالعمالة ينبغي أن يواجه بقوة وصرامة ، فقد حدث أن احد المجاهدين تم إنزاله إلي زنزانة فيها بعض العملاء فطلبوا منه أن يكتب تقريراً عن قضيته فرفض هذا الأخ ولما حول العملاء تهديده بالتشفير والتعذيب وأشهروا في وجهه بعض أدوات التعذيب انقض عليهم يضربهم وهو يصرخ بصوت عال "الله أكبر" فما كان من السجان إلا أن أسرع بإخراج هؤلاء العملاء من عنده فوراً .
2-المراوغة والتمثيل وتصنع الضعف والجهل أحياناً إذا كنت تدرك جيداً ما يدور حولك من مخططات وحبك للقصص للإيقاع بك ، عندها يمكنك اللجوء إلي تسريب معلومات مغلوطة لا صلة لها بالقضية ومن شأنها أن تشغل طاقم التحقيق عن القضية الرئيسية أو تساهم في نفيها في محاولة لإقناعهم بأنه ليس لديك شيء مهم تتحدث إلا أن هذا الأسلوب لا بد له من حساب دقيق ، ويحدث احد المجاهدين الذين انزلوا إلي التحقيق بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة كبيرة تتجاوز التهم الموجهه له ، أن المخابرات بدأت تتعامل معه بلطف وإظهار الحزن عليه لان حكم مدة كبيرة وان مسئوله الذي نظمه حكم عليه مدة اقل بكثير وإنهم يرغبون في مساعدة فتصنع الأخ المعتقل الضعف والحزن ليمكث ستة عشر يوماً في الزنازين بين جولات الحديث اللين مع المحققين وهو يدرك هدفهم من ذلك وهو إسقاطه في العمالة مقابل تخفيض الحكم وفي اليوم السادس عشر استدعي للتحقيق وكان في استقباله مجموعه من المحققين فاستجمع قواه وشجاعته ليحسم الموقف فلما عرض عليه المحقق بصراحة أن يتعاون معهم انطلق في غضب يقول انه لاهون عليه من أن يحكم علي بالسجن مدى الحياة من السقوط في العمالة ولم يتركه المحققون يكمل حتى قال احدهم ندرك انك ستقول أن القرآن يقول ...وهكذا انتهت المواجهه بإفشال مخططاتهم .
3-عند مواجهتك بمعلومات أو اعترافات احد أفراد مجموعتك فان هذا لا يعني نهاية المطاف ولا مبرراً لاعترافك لأنه حتى ولو كانت هذه الاعترافات حقيقية فإنها ستبقي في حدود ما تحدث به هذا الشخص واعترافك سيزيد من حجم هذه المعلومات وسيفتح للمحقق آفاق جديدة ومداخل لأسئلة أخرى لا ترغب بها ..لذا فان صمودك يعني إيقاف هذه الضربه وتعزيز لقوتك وإفشالا وهزيمة للمحقق أمامك وتجاوز لاى مصيدة أو خدعة يمكن أن يكون نسجها رجل المخابرات للإيقاع بك أو بإخوانك ناهيك عن تخفيف الحكم عليك لأنك لم تعترف .
4-إن مقاومة جهاز كشف الكذب ممكن جداً ويكون ذلك بعد الاستسلام والخضوع لكل ما يطلب منك والقيام بشد إصبع القدم أو علي الأعصاب عندما توجه لك أسئلة عادية مثل "ما اسمك" مما يؤدى إلي إرباك الجهاز وإفشال لهذه المصيدة .
5-تذكر أخي انك تمتلك القدرة علي كشف كذب ادعاء المحقق بأنه يعرف عنك كل شيء من خلال صبرك وصمودك فهو يتحدث لك عن معلومات عامة عنك وعن قضيتك في محاولة لإيهامك بأنه يعرف كل شيء والمواجهة تحتاج منك إلي فراسة وانتباه فأنت من يملك المعلومات وأنت من يستطيع اختبار كذبه من خلال الاسئله التي انت للمحقق عندها سيقف عاجزاً أمامك وسيصرخ بك "أنا هنا الذي يسألك ولست انت ... تملك أعصابك واعلم انك انتصرت عليه وانه لا يعلم عنك إلا القليل ".
6-استحضار المعاني الإيمانية والتي تتضمن معاني الابتلاء والمحن (وان ما أصابك لم يكن ليخطئك) واستحضار النية والإخلاص لله تعالي واستحضار معاني الشهادة والتضحية والإيثار والابتعاد عن الانانيه واستودع الله نفسك والمعلومات التي تعرفها عندها سترخص مع كل هذه المعاني لكل التضحيات .
7-الاستفادة من الوقت عند تنفيذ المصائد بحقك فإنزالك إلي الزنازين أو إرسالك إلي غرف العار والأقسام ينبغي الاستفادة منه في استغلال الراحة والاستعداد لجولة جديدة مع التأكيد علي عدم إظهارك انك اكتشفت أساليبهم أو تظهر انك تعلم انك في شرك العصافير .
8-استحضار معاني الصمود وتذكر الثقة التي منحك إياها إخوانك بان الصمود مسألة إرادة يمكن للإنسان إن يتأقلم معها حتى في أحلك الظروف وليكن مثالك بلال وعمار وابن تيميه وسيد قطب وزينب الغزالي ، واستذكار العداء الشخصي بينك وبين المحقق أو العصافير ولتكن عبارتك التي ترددها أمام الجميع عبارات قويه تؤكد فيها انك بريء وانك مستعد للتحمل لأنه ليس لديك شيء تقوله.
9-توخي الحذر الدائم خلال التحقيق من كل ما يدور حولك فان كل حركة وسكنه وتنقل بين الزنازين إنما هو مسرحية مخطط لها تستهدف إلي نزع الاعتراف منك لذا ليكن كلامك واحد في كل الأماكن ومع كل الأشخاص الذين يقابلونك ولا تغير معهما بلغت درجة ثقتك بمن أمامك .

وأخيراً... اعلم أخي المجاهد انك علي ثغر من ثغور الجهاد فاحذر ثم احذر من أمراض القلوب وكثرة الكلام يقول الرسول صلي الله عليه وسلم "من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثر ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولي به"
فانقذ نفسك من سجن الدنيا وعذاب الآخرة وتسلح بالصمت وقلة الكلام ودواماً علي المطالعة واحرص علي الاستفادة من تجارب من سبقوك فان الكلمة مأسورة لك ما دمت تحفظها فان خرجت فأصبحت انت أسيرها.






















عبر مسيرة الجهاد الطويلة، منذ التاريخ الغادر حتى يومنا هذا، تقدمت قوافل الشهداء بين يدي الله، ويحدثنا القران الكريم عن أولئك الذين صبروا أمام العذاب والخوف علي إيمانهم، وكانت إرادتهم أقوى من الضعف ولم يلينوا ولم يستسلموا فقد عذب أصحاب الأخدود المؤمنين، ويئس الطغاة ولم ينالوا ما يريدون، من رد المؤمنين عن إيمانهم، وصعدت أرواح الشهداء مع ترتيل القرآن العظيم:"وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له مللك السماوات والأرض والله علي كل شيء شهيد."
ووصل اليهود والطغاة إلي مرحلة العجز وهم يعذبون الرسل الكرام من يحيي وزكريا إلي عيسي عليه السلام، ولكن رسالة الأنبياء نفذت إلي الناس بنصر الله، وذهب الطغاة إلي مصيرهم المحتوم وباءوا بغضب الله وعذاب جهنم.
وتعرض آل ياسر وسمية وعمار إلي عذاب أبي لهب، ونالا الشهادة، ونال أبو لهب لعنة أبدية وصمه بها القرآن الكريم، ولم تكن عاقبة الطاغية يزيد والحجاج سوى سخط الناس عليهم، وظل دم الحسين سيد الشهداء كفيلاً بتثبيت المؤمنين الرساليين علي المحنة ودليلاً لهم في الشدائد.
ولم يستطع الإنجليز إخضاع القسام ولا رفاقه المجاهدين، وكانت شهادتهم اكبر انتصار لقضيتهم وما زلنا نروى ظمأ الطريق من نتبع عطاءهم الذي لا ينفذ، ولم يستطع زبانية ولكن شهادة المختار بداية النهاية للاستعمار الإيطالي.
وفي الجزائر كان الجنرال الفرنسي بيجار يحاول الحصول بشتى أساليب التعذيب من العربي المهدي علي معلومات عن الثورة والأسرار التنظيمية، ولكن روح المهدي رفرفت في سماء الطمأنينة والرضي وانتصر الجزائريون بصمود المهدي ورفافة وكانت شهادة سيد قطب أعظم المؤلفات والدروس التي استلهمها المجاهدون من بعده.




نسأل الله أن يجنب مجاهدينا شر العدو